بدأ الطيران المدني يلتقط الأنفاس بعد الانفراج التدريجي لأزمة انخفاض التشغيل لمصر للطيران وانخفاض الحركة الركابية في المطارات بسبب الأحداث التي وقعت بعد ثورة 25 يناير. وتسببت في خسائر مالية تقترب من الملياري جنيه. وهو مبلغ ضخم وستظل المعاناة من الخسائر لفترة طويلة حتي تتحقق الأرباح. التي طالما كانت هدفاً عند المسئولين. لأن هناك مشروعات ضخمة تمت إقامتها أو تحت الإنشاء في مطار القاهرة والمطارات الداخلية. إضافة إلي صفقات مصر للطيران لزيادة أسطولها من الطائرات. كل ذلك يستوجب منح قروض سواء من البنك الدولي أو البنوك المحلية والعالمية لتمويل المشروعات والصفقات. وكان البنك الدولي صريحاً عندما أكد استعداده لتمويل كافة مشروعات الطيران المدني. مستنداً إلي جديتها وضمان تحقيق عائد اقتصادي. فلم يتردد في تقديم قرض لتمويل مبني الركاب رقم 2 ليكون علي غرار المبني 3 بمطار القاهرة. اليوم الصورة تغيرت وأصبحت غير ضبابية بعد أن هدأت النفوس وتفرغ العاملون بكافة الأنشطة للعمل والأداء الجاد وابتعدوا عن شتي صور الاعتصامات والوقفات الاحتجاجية. خاصة بعد أن أيقنوا الخطر الذي يحيط بهم من كل جانب ولا مناص من النجاة منه. فكان العمل هدفهم والنجاح غايتهم. فبدأت الروح تعود وشاهدنا طائرات الشركة الوطنية تجوب العالم والمطارات في حالة مرضية. طبيعي أن الروح التي عادت للطيران المدني وراءها قائد يشار له بالبنان. فكراً وخلقاً وعلماً. هو المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني الذي استطاع بمهارة أن يوحد القلوب ويمتص غضب العاملين بالحوار البناء. وصدق القول واتخاذ القرار الصائب الذي يرضي الأغلبية.. ومعه الطيار حسن راشد رئيس الشركة القابضة للمطارات والملاحة الجوية. ذلك الرجل الذي يحترمه الجميع ويقدرونه. يعمل في صمت وهدوء ويحقق نتائج تبهر الجميع. والطيار حسام كمال رئيس الشركة القابضة لمصر للطيران الذي كان قرار تعيينه أمراً طبيعياً فقد مكث سنوات بجوار المهندس مسعود نائباً له في الشركة القابضة وهو الآن يضع يديه علي أوجاع الشركة ويحدد روشتة العلاج. إنصافاً للحق. لقد تولي الجميع المسئولية في وقت صعب. لكن تم قبولها بشجاعة فنجحوا في أداء مهمتهم الصعبة. والآن العجلة تدور وغداً نجني ثمار هذا الجهد لتعويض الخسائر والأهم من ذلك أن نؤكد للعالم أجمع وبخاصة دول الجوار أن مصر دائماً وأبداً بأبنائها لن تنهار أمام أي أزمة لأنهم قادرون علي تجاوز المحن والصعاب وكانوا بالفعل رجالاً قبلوا التحدي الأكبر. ونجحوا في الاختبار. واستطاعوا أن يكونوا طوق نجاة للطيران المدني الذي كان قاب قوسين أو أدني من أزمات لا تحمد عقباها.