في العاشر من شهر فبراير 2011. أي قبل خلع الرئيس مبارك أعلن الإخوان المسلمون في بيان انهم لن يرشحوا أحداً من المنتمين إليهم لمنصب رئيس الجمهورية. ثم عادوا فأكدوا ذلك في 19 أبريل من نفس العام. والتزاماً منهم بهذا التعهد أو الوعد قاموا بفصل الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح من الجماعة لإصراره علي ترشيح نفسه للمنصب مما تسبب في بعض الاعتراضات داخل الجماعة ورغم ذلك صدرت التصريحات متتالية لتؤكد أن الالتزام بالعهد أهم من الاعتراضات الداخلية مهما كان شأنها مع التقليل من أهميتها رغم دلالتها البالغة. الحجة أن هناك مستجدات محلية وإقليمية ودولية وبعد عدة اجتماعات لمجلس شوري الجماعة والهيئة العليا لحزب الحرية والعدالة أعلن الإخوان أمس الأول ترشيح المهندس خيرت الشاطر لمنصب رئيس الجمهورية وهو ما يعني مخالفتهم الصريحة لعهدهم ووعدهم السابق الذي قطعوه علي أنفسهم أكثر من مرة. بالإضافة إلي أن هذا الموقف الجديد أثار العديد من علامات الاستفهام حول موقفهم من الدكتور أبوالفتوح!! اجتهد المحللون والمراقبون في فهم ما يحدث .و لكن الارجح عندي أن هناك سيناريو يتمثل في طبيعة الإخوان أنفسهم والظرف التاريخي المالي فهم أولاً يرون من قديم انهم أصحاب الحق في الحكم بحكم تأييد الأغلبية لهم قبل الانتخابات وكنتيجة فعلية لها وثانيا لأن الظرف التاريخي ربما يكون فرصة استحقاق يجب استغلالها وتأمينها حيث يحتمل أن يصدر المجلس العسكري أو الرئيس القادم إذا كان من غيرهم علي إثر أي خلاف محتمل قرارا بحل البرلمان وتغيير القوانين الانتخابية التي أتاحت لهم هذا الفوز الكبير. ان فكرة تأمين الانتصار بالسيطرة علي السلطة التنفيذية رئاسة وحكومة وقادة المحليات بالإضافة إلي السلطة التشريعية. فيما أري السبب الرئيسي في قرار الإخوان بترشيح خيرت الشاطر الذي لا شك أنه الرجل الأقوي داخل الإخوان بالإضافة إلي أسباب أخري مثل احتمال صعود مرشح سلفي قد ينقلب عليهم كالعسكر تماما في أي خلاف وغير ذلك. المهم أين مصلحة الشعب الذي انتخبهم في كل ذلك؟ هذا موضوع مقال أو مقالات أخري إن شاء الله.