جيلي مدين للأستاذ الكبير محسن محمد - رحمه الله - بشيئين: الأول: تبنيه للصحفيين الشبان خريجي كلية الإعلام في منتصف السبعينيات وما بعدها للنهوض بصحف المؤسسة وعلي رأسها جريدة الجمهورية وقد ترأس تحريرها آنذاك.. وعلي المستوي الشخصي فأنا مدين له بوجودي في المؤسسة. الثاني: أننا مدينون له بدروس تعلمناها من تجربته مع بعض تلاميذه من الوفاء وعدم الوفاء.. الآن هم جميعاً من الأموات هو حي في الدار الآخرة. وبعضهم ميت وهو علي وجه البسيطة - هو فرش لهم الطريق ورداً وهم زرعوه بأثر رجعي شوكاً وحصرماً لا أقول الكل.. ولكن من فعلوا ذلك يعرفون من أعني جيداً!! علي المستوي الشخصي يحضرني موقف بسيط حدث معي يتعلق بركوب المصعد مع رئيس مجلس الإدارة وهو موقف يواجهه الصحفيون في أكثر من مؤسسة.. ففي المبني القديم للمؤسسة بشارع زكريا أحمد وفي أوائل الثمانينيات.. وكنت حديث العهد بالعمل في الصحافة واقفاً أمام المصعد الذي يتسع لثلاثة أشخاص وبالكاد رابعهم السائق. فوجئت بالأستاذ رئيس مجلس الإدارة واقفاً ورائي فتراجعت للخلف مفسحاً له الطريق.. وبالفعل دخل المصعد ولم أحاول الركوب معه وقفل العامل باب المصعد.. وصعد.. وانتظرت ولم تمر ثواني إلا والمصعد يعود مرة أخري ويأمرني بالصعود معه.. في مقابل ذلك فإن من تعاملوا معه عن قرب أجمعوا علي شدته في التعامل مع مرؤوسيه. وهي شدة مطلوبة من وجهة نظري! في هذه النقطة بالذات فإن كثيراً من رؤساء مجالس الإدارات في العهد السابق يرفضون أن يصعد أحد معهم في المصعد من الصحفيين أو غيرهم يستثني من ذلك الأستاذ القدير محمد حسنين هيكل الذي كان يرحب بركوب الصحفيين خاصة الشباب معه المصعد. أحد رؤساء مجالس الإدارات في عصر المخلوع خصص مصعداً خاصاً لنفسه.. واعترف أن الأستاذ محمد أبوالحديد الرئيس السابق للمؤسسة كسر هذه القاعدة. وطبعاً غير مسموح العمل بها الآن في عهد الثورة. كما أننا مدينون له بشيئين.. ايضا يجمعنا به شيئان الأول: اعتماده علي الشباب في النهضة بجريدة الجمهورية التي تمت علي يديه.. إضافة للنهضة التي حدثت لجريدة المساء التي تمت علي يديه ايضا باعتباره من قرر ومن اختار.. ومن تابع تطورها لحظة.. بلحظة حتي وقفت علي قدميها ثابتة ولاتزال. أما الشيء الثاني الذي يجمعنا به فهو إن جيلنا.. والأستاذ - مع الفارق العمري - ندين بالتلمذة علي يد أستاذنا جميعاً الأستاذ جلال الدين الحمامصي.. هو تتلمذ حرفة وممارسة.. ونحن بتلقي العلم والاقتداء.. هو اعترف بذلك.. وخريجو الإعلام من تلاميذ "الحمامصي" يعترفون!!