حذر رجال السياسة من المأزق الحالي للثورة وأعربوا عن مخاوفهم من العودة إلي المربع صفر لتفقد الكثير مما حققته إذا استمرت الخلافات السياسية مشتعلة بين كافة الفصائل مما أدي إلي تردي الأوضاع علي كافة المستويات وأصبحت أسوأ مما كانت عليه قبل 25 يناير. ضربوا أمثلة علي هذه الخلافات منها البيانات الساخنة المتبادلة بين المجلس العسكري والإخوان وحالة الاحتقان في العلاقة بين الإخوان ورئيس الوزراء والخلافات بين الإسلاميين والليبراليين ونماذج عديدة أخري. قالوا إن الجميع بلا استثناء فقدوا البوصلة الوطنية ونظروا للأمور نظرة ضيقة وتناسوا أن للمواطن متطلبات اجتماعية ومعيشية واقتصادية تجب تلبيتها. أكدوا أن هناك عدداً من الأسباب ساهمت في تردي الأوضاع الحالية منها غياب خريطة طريق واضحة منذ البداية وايقاع الاندفاع الثوري الذي تولد بعد 25 يناير وعدم تشكيل مجلس لقيادتها من الثوار الحقيقيين. * د.طارق زيدان.. مؤسس ورئيس حزب الثورة المصرية يري أن مشهد الحياة السياسية الحالي مقلق جداً وينذر بفوضي سياسية قد تكون أشد خطورة مما كنا نعيشه قبل 25 يناير ومن المتوقع أن تكون هناك تصادمات أكثر بين القوي السياسية المختلفة مما يعيدنا بالتأكيد إلي المربع صفر وتخسر الثورة الكثير مما حققته ونضطر لأن نقدم المزيد من التضحيات حتي تكتمل الثورة. يضيف أن هذا الوضع يعود إلي أن الجميع فقد البوصلة التي تقوده إلي الطريق الصواب وتناسي مصلحة مصر العليا ويبحث عن مصالحة السياسية الذاتية الضيقة وحتي أكون صادقاً فجميع المتصارعين نسوا أو تناسوا أن الشعب له مطالب اقتصادية واجتماعية ومعيشية لا يصح أن ننفصل عنها تحت أي مبرر من المبررات. أوضح أن الخروج من المأزق في ظل هذه المعطيات سيكون من الصعوبة الشديدة ورغم ذلك علينا ألا نيأس ونحاول بجدية وأن يصمم الجميع علي أن يكون إعداد الدستور بصورة توافقية وليس من جانب الحاصل علي الأغلبية مهما كانت دون تسمية لفصيل معين ونقاتل من أجل أن تكون انتخابات الرئاسة حرة ونزيهة فلعل وجود رئيس قوي يكون بمثابة رمانة الميزان بين القوي المختلفة ويدفع البلاد إلي الاستقرار المنشود. غياب الثقة * د.محمد أبوالعلا نائب رئيس الحزب الناصري يقول ما وصلنا إليه الآن أسوأ مما كنا عليه قبل الثورة لأن عدم الثقة يسيطر علي العلاقات بين كافة القوي السياسية والوطنية وانقسام القوي التي كانت تعد للثورة.. هذا باختصار الوضع العام وهو ما انعكس علي اقتصاد الوطن وأنهكه. أضاف لا نستطيع أن نلقي بالمسئولية علي طرف دون الآخر ولكن كل طرف يتحمل جزءاً من المسئولية ومنهم المجلس العسكري الذي لم يحسم أموراً كثيرة منذ البداية وعدم قدرته علي التعامل مع الحياة الحزبية والسياسية بشكل سليم.. أيضا الإخوان كانت خطيئتهم الكبري هي الخروج من التحالف الديمقراطي الذي تشكل قبل انتخابات مجلس الشعب الأخيرة حيث كان هذا التحالف هو الذي سينقذ مصر وينقضي إلي إقامة دولة ديمقراطية بشكل كبير ولا أستبعد هنا فلول النظام السابق الذين أعتقد أنهم يعبثون بمقدرات الوطن ويتآمرون ضده. هناك أيضا غياب خريطة طريق منذ البداية يحدد حركة ومسار الثورة وهو مايقود إلي المجهود إضافة إلي عدم تشكيل مجلس لقيادة الثورة من الثوار أنفسهم الذين تحملوا دون غيرهم المخاطر من أجل إنجاح الثورة وعدم وضع دستور قبل أي خطوات أخري. نبه إلي أهمية عدم وضع الدستور بشكل ينسفه من البداية ويشرح هذا بقوله إنه ليس شرطاً أن يضع الدستور من يحصل علي الأغلبية كما يريدون فمؤسسات الدولة مثل مجلس الشعب جزء من الدستور ولا يصح أن يبني الأصل أحد الفروع بل يجب أن يأتي الدستور ليكون معبراً عن جميع أبناء الوطن وليس من أجل فصيل معين. * كمال أبوعيطة وكيل لجنة القوي العاملة بمجلس الشعب: رغم قتامة الصورة في كثير من جوانبها فأنني لست منزعجاً كثيراً لهذا الوضع فالثورة عندما قامت لم تبدأ فقط في 25 يناير ولم تكتمل في 11 فبراير بتنحي الرئيس السابق ولكنها بدأت قبل ذلك بكثير وستستمر إلي وقت طويل فهي لم تكتمل حتي يومنا هذا. أضاف أن ما يحدث الآن بداية لطفرة حقيقية في المجال الديمقراطي ولكن حتي يحدث هذا يجب أن تتفق القوي السياسية علي عدم استئثار جماعة بالدستور وعلينا أن نسقط لجنة صياغة الدستور التي أسميها لجنة التعساء وتشكيل لجنة بديلة تعبر عن أطياف المجتمع المصري ككل فالدستور والتشريعات توضع من أجل حماية الطرف الضعيف وليس من أجل استئثار قوي بها فالأقوياء تحميهم أغلبيتهم أما الضعفاء فتحميهم القوانين. خلافات طاحنة * عبدالله السناوي عضو الجمعية الوطنية للتغيير يري أن الخلافات الطاحنة بين الفصائل السياسية والاجتماعية وتعود إلي أننا أجهضنا منذ البداية حالة الاندفاع تولدت عن الثورة وحاصرنا الثوار واستولي علي الثورة من الطرف الذي لم يقم بها منذ البداية ولكن حسن تنظيمه أدي إلي احتكاره للصفوف الأولي. استطرد قائلاً أن احتكار الصفوف الأولي من جانب البعض أدي إلي حالة من الترهل في الحياة السياسية وتبادل الاتهامات دون أن يعرف المواطن العادي إلي أين هو ذاهب ولماذا قامت الثورة من البداية وإلي أي شيء يمكن أن تصل إليه. أشار إلي أن الخروج من الأزمة الحالية لا تكفي فيه النوايا الطيبة والصادقة رغم أهميتها ولكننا في نفس الوقت نحتاج إلي آلية واضحة تحدد هذا الخروج بدقة شديدة ولما كانت المعضلة الأولي الآن في الحياة السياسية هي الدستور ومن يضعه وكيف.. سوء الاختيارات * د.إبراهيم السيد أستاذ العلوم السياسية يؤكد أن الاختبارات منذ البداية تتحمل جزءاً كبيراً مما هو حادث الآن بمعني عدم اختيار الشخص المناسب في المكاسب المناسب حيث إن المجلس العسكري يضع ثقته في بعض الوجوه التي تنتمي إلي العهد الماضي بالإضافة إلي أن المواطن نفسه يخطأ كثيراً عندما يختار شخصاً لتمثيله دون أن يمتلك المقومات لذلك.