لا أفهم كيف يحسبها البعض بهذا المنطق المغلوط في منع وتجميد كل الأنشطة الرياضية. خاصة الألعاب الجماعية. بينما كرة القدم متواجدة علي الساحة من خلال المباريات الأفريقية للأهلي "المصاب الأكبر" والزمالك وانبي. وقريبا جدا منتخب مصر.. ربما هناك جدل بشأن تأمين هذه المباريات وحول ما إذا كانت بحضور جماهيري أو بدونه.. ولكن المهم أن هناك نشاطًا بطريقة أو بأخري في كرة القدم. بينما اللعبات الأخري في سبات تام والله حرام. الرياضة المصرية. دخلت في حداد عام بعد أحداث الأول من فبراير في ستاد بورسعيد. والكارثة الكبري.. ومرت حالة الحداد التي استمرت 40 يوما وكان يتوقع أن تعود كل الاتحادات إلي أنشطتها الطبيعية. ولكن جاءت المحاذير الأمنية من وزارة الداخلية لتحدث فرقة في الفهم والتعامل مع هذه المحاذير والتي تضمد رفض إقامة مباريات ودية في كرة القدم ومع ذلك فكل الأندية تقريبا تلعب مع بعضها البعض دون إخطار الأمن أصلا.. هذا في كرة القدم.. أما في الاتحادات الأخري خاصة الجماعية فقد اختلفوا عن بعضهم وفيما بينهم. فاتحاد السلة برئاسة محمود أحمد علي أكد أنه سوف يستأنف النشاط علي مسئوليته.. واتحاد الكرة الطائرة اختلف رئيسه مع أعضائه في عودة النشاط بدعوي الحفاظ علي أبنائه اللاعبين واللاعبات.. وفي اتحاد اليد يترقب القائمون عليه الموقف علي أمل أن تحدث انفراجة في القريب. ويعود النشاط بموافقة أمنية. المسألة لا تحتاج كل هذا الخوف فبرغم أن الأمن يبدي تحفظا أو امتناعا. فإنه لا يملك المنع التام. ويلقي بمسئولية التأمين علي الاتحادات والأندية.. وهذا في الواقع أمر طبيعي فأمن الأندية. أو ما يعرف عالميا باسم "أمن الملاعب" أو الأمن الرياضي.. هو الذي يجب أن يحمل مسئولية التأمين في الملعب والمدرجات.. ولابد أن يعود النشاط في هذه الألعاب دون خوف لأن الخوف سوف يقتلنا جميعا. يجب أن نتعود أن نحمي أنفسنا بأنفسنا. وأن يتولد من داخلنا الانضباط والشجاعة.. فالاستسلام للخوف سوف يدمر فينا أشياء إيجابية كثيرة. ويأخذنا إلي جانب مظلم. لا نري فيه واقعنا ولا مستقبلنا.. والأهم أننا نظلم أجيالاً من اللاعبين في مختلف المراحل السنية. عندما نضعهم جميعا في "المخازن" وعلي المقاهي وفي الشوارع عرضة لكل المساويء التي انتشرت في شوارعنا هذه الأيام وأولها المخدرات. العودة الفورية للنشاط الرياضي ولله أقول كرة القدم.. خاصة أن هذه العودة مرهون بها أشياء مهمة كثيرة. منها أننا علي أبواب دورة أولمبية بعد ثلاثة أشهر فقط وتستوجب أن يكون اللاعبون في قمة مستواهم الفني والبدني وهذا لن يتحقق إلا من خلال النشاط المحلي القوي والجاد.. والنقطة الأخري أن هذه الرياضات تضم الآلاف من طلاب الثانوية العامة الذين يستحقون درجات التفوق الرياضي والتي بدورها تشترط مشاركة واسعة في المباريات وليس مجرد القيد في فريق ما.. ونقطة ثالثة أن هناك المئات ممن ينتسبون إلي هذا النادي وذاك وتحميل نفقات فرق لا تلعب علي ميزانيات هذه الأندية. سيكون بمثابة خراب مستعجل لكل الأندية .