عمري 22 سنة.. طالبة بآخر سنة في احدي الكليات.. أنتمي لأسرة متوسطة الحال.. أسرة افتخر بها يكافح كل أفرادها سواء في العمل أو الدراسة والجميع يلتزمون دينيا ولله الحمد. بدأت حكايتي منذ عام تقريبا عندما تقدم للارتباط مني شاب وتم ذلك بدون سابق معرفة واجتمع به والدي فأعجب به وجلست معه مرتين فوجدت انه علي خلق واثق بنفسه طموح وهذه الصفات جعلتني أوافق عليه بدون تردد. ليست صفاته السابقة فقط التي جعلتني أوافق سريعا لكن أيضا كنت - كأي فتاة - أتمني أن أرتدي فستان الفرح وأري نفسي عروسة.. لكن بعد الارتباط بدأت تحدث أشياء جعلتني أراجع نفسي وأشك في ان قراري كان متسرعا بل وبدأت أفكر في التراجع وفسخ الخطبة. نعم إلي هذا الحد فقد فوجئت ان خطيبي ينتمي إلي أحد التيارات الدينية المسلمة وانه يريدني أن ألتزم بكل أفكارهم وعاداتهم وتقاليدهم وأنا كما اخبرتك انني من أسرة ملتزمة دينيا.. صحيح انني غير محجبة ولكنني ارتدي الملابس اللائقة وأرفض وضع مساحيق التجميل إلا بحساب وفي مناسبات قليلة جدا.. لكنه تعامل معي بشدة في هذا الجانب يريد مني ارتداء النقاب ويرفض فكرة عملي بعد التخرج.. يطالبني بعدم التعامل نهائيا مع زملائي من الشباب وكذلك أقاربي الشباب أيضا.. بدأت أشعر انه سيحول حياتي إلي سجن كبير. أما عن أهلي فوالدتي تتمني أن ينتهي هذا الارتباط فورا وتلح في ذلك أما أبي فيري عدم التعجل ويؤكد ثقته في خطيبي وتقديره لتدينه وعن نفسي "مرعوبة" من تخيل ما سيحدث لي في المستقبل إذا تزوجت من هذا الشاب.. ولا أدري ان كان تشدده يتفق مع الدين أم لا؟ أقسم انني متدينة ولا يعجبني "الحال المايل" لكنني بدأت أنفر من أسلوب السمع والطاعة فأنا من طموحي أن أعمل وأواصل مشواري بعد الدراسة ولا أتصور نفسي كل أهدافي أن تكون الأكل والشرب والنوم فقط.. حيرتي كبيرة وقلقي لا يتوقف لحظة واحدة وأطلب رأيك في أسرع وقت حتي اتخذ قرارا صحيحا لا أندم عليه. بدون توقيع إن كنت تريدي مني فتوي دينية فمع شديد الأسف لا أستطيع أن أعطيكي ما تريدين فاعطاء الرأي الديني له ناسه وشيوخه المحترمين الذين نقدرهم وهم أجدر مني علي اعطائك الرأي السليم. لكني سأرد عليك من الناحية الاجتماعية وفي البداية لا أنكر تعجبي من هذا الشاب المحترم بالطبع لكني فقط أتساءل ان كان يريد فتاة بهذه المواصفات فلماذا لم يختر شريكة حياة متوفرة به ما يريد وهن كثيرات والحمد لله. أيضا لماذا لم يصارحك بموقفه قبل اعلانه الارتباط حتي يكون لديك الفرصة للاختيار وتقرير المصير من علي البر كما يقولون.. وأؤكد ان تساؤلاتي ليست هجوما علي هذا الشاب أو تقليلا من شأنه ولكنها أسئلة أري انها مشروعة وتحتاج إلي أجوبة. أما عن قلقك وحيرتك فلك كل الحق فيهما ليس من الدين بالطبع - حاشا لله - لكن من أسلوب خطيبك وأسلوب الحياة التي يريد أن يضعك فيه.. فهو يري نفسه علي حق وينظر لك من أعلي ناسيا انك مسلمة مثله تماما بل وربما تكونين أفضل عند الله منه والله عز وجل وحده أعلم بجميع من خلق. وخلاصة القول كي تستطيعي اتخاذ قرارك بنفس هادئة مطمئنة ان هذا الشاب وضع أمامك كل شروطه والشكل العام للحياة التي ستعيشها معك فاذا كان يحملك ما لا طاقة لك به فيصبح الاستمرار معه نوعا من العبث الذي سيؤدي إلي عدم الاستقرار بالطبع. أما إذا رأيت انه يمكنك التجاوب معه ما يطلبه منك ولو واحدة واحدة أي التدريج والتعود فيمكنك أن تحاولي التكيف مع هذه الحياة الجديدة عليك ولك في باقي وقت الخطوبة مهلة كافية لتستطيعي اتخاذ موقفك عن اقتناع فلا تندمي في المستقبل. وفي كل الأحوال أهمس في اذن هذا الشاب بالترفق قليلا فحتي وان كان ما يطلبه لا غبار عليه فقط بالكلمة الحلوة واللين في التعامل يستطيع أن يحقق ما يريده.. مع تمنياتي لكما بكل التوفيق والاستقرار.. هدانا الله وهداكما إلي ما فيه الخير.