أعلن المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة عن موقف مصر تجاه الأزمة السورية. مشيرا إلي أنه منذ بداية الأزمة ارتكز علي ثلاثة ثوابت لم تحد مصر عنها هي أولا: الوقف الفوري وغير المشروط للقتل والعنف ضد المدنيين وهو الأولوية القصوي مع الحفاظ علي الوحدة والسلامة الإقليمية للدولة السورية. وعلي وحدة الشعب السوري بكل أطيافه ومكوناته. وثانيا: أن الحل الوحيد المقبول للأزمة هو الحل السياسي. الذي يحقن الدماء. ويجنب الدولة السورية خطر التقسيم أو التدخل الخارجي الذي ترفضه مصر. وتكون الترجمة العملية لهذا الحل السياسي عبر حوار شامل في إطار جامعة الدول العربية. يجمع كافة ممثلي أطياف الشعب السوري. للتوافق علي رؤية الانتقال إلي نظام ديمقراطي تعددي يحقق كل الطموحات المشروعة لهذا الشعب العربي العظيم. وثالثاً: أن المبادرة العربية هي الطريق الأمثل لحل الأزمة والمطلوب هو دعم هذه المبادرة وأن يكون كل جهد دولي داعماً ومكملاً لها لا بديلاً عنها. شدد المشير طنطاوي في كلمته التي وجهها للقادة العرب في اجتماعهم علي مستوي القمة العربية ال 23 والتي ألقاها نيابة عنه وزير الخارجية محمد كامل عمرو رئيس وفد مصر في اجتماع القمة العربية علي دعم مصر بشكل كامل لتحرك كوفي أنان المبعوث المشترك لأمين عام جامعة الدول العربية والسكرتير العام للأمم المتحدة وترحب بإعلان الحكومة السورية قبول النقاط الست التي طرحها المبعوث المشترك وتتطلع إلي التنفيذ السريع والكامل والأمين لهذه النقاط كمقدمة لكسر الحلقة المفرغة التي تدور فيها الأزمة السورية منذ أشهر. أكد أهمية أن تتحمل الدول العربية والمجتمع الدولي المسئولية تجاه توفير الحل السلمي علي أساس المبادرة العربية. لتحقيق طموحات الشعب السوري الشقيق. وحقن دمائه وحفظ كرامته. دعا المشير جامعة الدول العربية للتحرك تنفيذا لقرارات مجلس جامعة الدول العربية. باتجاه توجيه الدعوة وفي أقرب وقت ممكن لمؤتمر جامعة لكل فصائل المعارضة السورية. مؤكدا أنه لا معني لأي حديث عن تغيير سياسي حقيقي في سوريا. ما لم تتوافق المعارضة السورية في الداخل والخارج علي رؤية للمستقبل تكون واضحة الأركان وديمقراطية التوجه وجامعة لكل أطياف الشعب السوري بمختلف مكوناته وطوائفه. أضاف أن الأحداث المتلاحقة التي يشهدها عالمنا العربي لا يجب ان تنسينا قضية العرب الأولي القضية الفلسطينية التي تبقي المعيار الأساسي لبناء السلام العادل في المنطقة. والشرط الضروري لتحقيق الاستقرار الذي لن تتحقق تنمية أو نهضة لأمتنا العربية دونه. قال المشير: "إنه علينا جميعا واجب مزدوج. فالمطلوب من ناحية التحرك الحثيث لاستعادة وحدة الصف الفلسطيني وتجاوز خلافات الأشقاء التي تمثل ترفا لا نملكه في هذه الظروف الدقيقة. إن مصر ملتزمة التزاماً كاملاً باستكمال الجهود التي بدأتها لتحقيق المصالحة الفلسطينية وتنفيذ كافة بنودها بما يوفر الظرف الموضوعي لتحقيق التقدم المطلوب لاستعادة الحقوق الفلسطينية. أكد أن مصر ستظل ملتزمة بقضايا أمتها العربية بعد ثورة 25 يناير المجيدة داعمة لكافة أشقائها العرب. وحاضرة في القلب من كل جهد يحقق المزيد من التضامن العربي وتوحيد المواقف من أجل وطن عربي مزدهر ومستقر يحظي بالسلام والاستقرار ويحقق الطموحات المشروعة لكل شعب عربي. أشار إلي أن انعقاد هذا الاجتماع في بغداد العاصمة العربية العزيزة علي قلوبنا جميعا يؤكد إعلان عن عودة العراق لممارسة دوره الطبيعي في طليعة العمل العربي المشترك. وهو الدور التاريخي الذي قام به العراق الشقيق علي مر العصور والذي لا يكتمل عقد التعاون العربي دونه. أضاف قائلاً: "لا أشك في أن هذه العودة العراقية المحمودة تأتي في وقتها تماماً. فليس بخاف عليكم جميعا الظرف الدقيق الذي تنعقد فيه هذه القمة العربية في ظل تحديديات عصيبة يواجهها وطننا العربي علي كافة الأصعدة.. فمن ناحية شهدت عدة دول عربية في مطلع العام الماضي تطورات سريعة باتجاه تحقيق الطموحات المشروعة للشعوب العربية في الحرية والعدالة والديمقراطية والتقدم. أكد المشير حسين طنطاوي أن مصر كانت من طليعة هذه الدول. وها هي الآن تستكمل تحولها الديمقراطي بعد أن تم انتخاب السلطة التشريعية انتخابا حراً ونزيهاً. وبعد أن بدأت خطوات أول انتخابات رئاسية تعددية حقيقية في تاريخ مصر الحديث.. لم يخل الأمر بطبيعة الحال من بعض الصعوبات. خاصة علي الصعيد الاقتصادي. وهي صعوبات متوقعة في مجتمع يشهد تغييراً عميقاً وسريعاً. إلا أنه أشار في الوقت ذاته إلي قناعة مصر بمتانة الأسس التي يقف عليها الاقتصاد المصري والإيمان بقدرات الشعب المصري المبدعة. التي تجلت بأوضح صورها خلال الفترة من 25 يناير إلي 11 فبراير من العام الماضي. مشددا أننا علي يقين لا يتزعزع بقدرتنا علي تجاوز أي صعوبات وعلي ثقة بتجاوب الأشقاء والأصدقاء لتبدأ الانطلاقة الكبري التي تحقق كل غايات ومقاصد ثورة 25 يناير المجيدة.