لم يعد مفهوماً علي الإطلاق مع التعثر المستمر في عملية السلام علي المسار الفلسطيني- الإسرائيلي ان نجد من يلقي بالمسئولية علي "الحكومة اليمينية" في إسرائيل برئاسة بنيامين نتانياهو.. فمن يطالع عبارة "الحكومة اليمينية" يظن للوهلة الأولي أن الحكومات غير اليمينية التي توالت علي حكم إسرائيل قد قدمت شيئا لعملية السلام علي الأقل منذ توقيع اتفاق "غزة أريحا" قبل أكثر من 17 عاماً والحقيقة أن أيا من هذه الحكومات لم يقدم شيئا وعلي العكس فكلها سارت في نفس طريق التهويد والاستيطان والعدوان علي الشعب الفلسطيني. ويكفي ان نعلم ان حزب العمل "اليساري" الذي وقع اتفاقية "غزة أريحا" أنشأ لجنة سرية لتشجيع الاستيطان وأن عمليات المصادرة تصاعدت وتيرتها بعد التوقيع علي الاتفاقية. ان الحديث عن يمين ويسار ووسط في إسرائيل ليس أكثر من ديكور بينما يظل الجوهر واحدا وهو قادة وزعماء غارقون في الدم الفلسطيني.. وهذا الدم هو جواز المرور في الحياة السياسية في إسرائيل حيث يتباهون بما سفكوه من الدماء.