إن ما يحدث داخل وزارة التربية والتعليم يؤكد أن الثورة لم تصل حتي الآن إلي ديوان عام هذه الوزارة والإدارات التابعة.. ويؤكد ما قلنا ونادينا به مراراً وتكراراً من أن عدداً من القيادات السابقة التي تثير الجدل داخل ديوان عام الوزارة ولابد من استئصالها.. وتكررت مطالب العاملين بضرورة استبعاد هؤلاء عن مواقع المسئولية حيث مازالوا حتي الآن يحكمون ويتحكمون في الوزارة والوزير ويؤكدون لكل ذي عينين أنهم الآمر الناهي في وزارة التربية والتعليم. هناك كثير من الأمور يمكن التدليل بها علي ذلك وليس أوضح ولا أدل من حكاية "جواهر" التي أصبحت حديث الساعة داخل جميع أروقة الوزارة والإدارات التعليمية جميعها حيث تمكنت بمساعدة بطانتها الخاصة والتي تكتمل في عدد من هذه القيادات من تكسير القوانين واللوائح.. وتخطي كل القواعد.. وتعدي كل الأصول لتصل إلي ما تريد علي حساب من تريد.. ورغم أنف الجميع..!! تعود القصة إلي 22 فبراير الماضي عندما تم صدور قرار بإلغاء ندب "جواهر محمد أسماعيل" المكلفة ندباً بالقيام بعمل مدير شئون الطلاب بإدارة النزهة التعليمية وذلك لحين تعيين مدير جديد بعد أن أثارت العديد من المشكلات والزوابع داخل الإدارة ومديرية التربية والتعليم بالقاهرة والوزارة أيضا نتيجة كثرة الشكاوي التي تقدم بها الأهالي من أولياء أمور الطلاب ضد تعنتها ومواقفها المتشددة المخالفة لكل القوانين واللوائح والأعراف الإنسانية.. والتي تصطدم بمصالح الطلاب وأولياء الأمور.. إضافة إلي كثير من الشكاوي والمشكلات التي نتجت عن مخاطبتها للجهات الخارجية مستغلة "خاتم شئون الطلاب" و"البصمة" الخاصة بإدارة النزهة التعليمية الأمر الذي لم يجد معه مدحت مصطفي مدير عام بإدارة النزهة التعليمية بداً من إلغاء ندبها وتحويلها للنيابة الإدارية. ونظراً لوجود عجز في توجيه التربية الرياضية بالإدارة تم إعادة "جواهر" إلي هذا التوجيه وهو المكان الطبيعي لها بصفتها في الأساس كانت تعمل "معلمة تربية رياضية" بإدارة مصر الجديد التعليمية. ورغم كل ما حدث إلا أنه ليس من طبع "جواهر" الاستسلام أو التسليم بهدوء فمعروف عنها منذ أن كانت معلمة تربية رياضية أنها صاحبة طموح أعلي من مستواها وقدراتها وتستخدم أساليب غير عادية منها الضغط مستخدمة معارفها ووأقاربها ومن بينهم من يملك الحظوة والقدرة والقوة والكلمة العليا داخل ديوان عام الوزارة فعاودت استخدام نفس الأسلوب القديم لتتولي منصب مدير شئون الطلاب بإدارة مصر الجديدة إلا أنها فشلت ولم توفق في ذلك!! نجحت "جواهر" مؤخراً في العودة إلي إدارة النزهة التعليمية وتم تكليها بنفس المنصب بعد تدخل من يملكون القدرة وأساليب الضغط لتخرج بذلك لسانها للجميع مخترقة بذلك كل الحواجز والموانع القانونية التي تحول دون إتمام ذلك رغم تأكيد المسئولين بالمديرية والوزارة أنه لابد من الانتظار حتي انتهاء التحقيقات معها.. وأنه سوف يتم إبعادها عن الإدارة.. لكن المفاجأة التي أذهلت الجميع هي تغير النغمة إلي العكس تماماً ونسي كل مسئول ما سبق أن قاله "بقدرة جواهر الجبارة" وجاء تغير النغمة تمهيداً للعودة إلي موقعها من جديد. هكذا ستعود "جواهر" إلي مقعدها لتتبوأ المسئولية ذاتها من جديد رغم تحقيقات النيابة الإدارية.. والفضل في ذلك طبعا للظهر الذي يحميها من خلف ظهر الوزير والذي نجح في الضغط عليه شخصياً وعلي مسئولي الشئون القانونية وكل المسئولين الأدني وصولا إلي الإدارة. فإلي متي تستمر الأمور علي هذا النحو بوزارة التربية والتعليم.. ولصالح من سيظل عدد قليل من القيادات القديمة يديرون ويتحكمون في كل شيء وفقاً لأهوائهم رغم تكرار المطالبة باستبعادهم منذ قيام الثورة حتي الآن؟!!