المهتمون بشئون الطيران المدني المصري يدركون حجم الأزمة التي يعاني منها نتيجة ضعف التشغيل بعد الاحداث التي وقعت عقب نجاح ثورة 25 يناير وأدت إلي عزوف الكثيرين من الركاب عن السفر بالطائرات.. الوضع الحالي محزن للغاية.. فالمطارات شبه خاوية معظم ساعات اليوم.. والطائرات لا تقلع بل تتواجد علي مواقعها بالمهبط بلا حركة.. ومصر للطيران اضطرت لعرض بعض طائراتها الجديدة للايجار بأطقمها لدي شركات الطيران!! نزيف الخسائر لا يتوقف ومطالب العاملين عرض مستمر.. الكل يريد ان يحصل علي اكثر من حقوقه رغم ادراكه بحجم الازمة الطاحنة وكأننا في صراع من أجل الحصول علي أكثر المكاسب في ظل هذه الظروف التي يتم استغلالها من قبل اناس يفتقدون الانتماء ولا يفكرون إلا في مصالحهم رغم ان المأساة التي يعاني منها هذا المرفق الهام يستوجب من الجميع ان يتواجدوا من أجل استعادة التشغيل وتحقيق الارباح في اقرب وقت إذا اردنا فعلاً ان نخرج من عنق الزجاجة ونستعيد مكانتنا في ظل الصراعات والمنافسة بين شركات الطيران. ما يستوجب الاشادة به أنه برغم المعاناة إلا ان هناك اصراراً وحماساً لدي المهندس حسين مسعود وزير الطيران المدني للنهوض بالطيران المدني واستكمال كافة المشروعات التي تم التخطيط لها قبل اندلاع الثورة وذلك في اطار الخطة الاستثمارية للوزارة وحرصها علي افتتاح المشروعات التي تم الانتهاء منها حسب المواعيد المقررة والالتزام بتسديد كافة الالتزامات المالية في مواعيدها. الشهر القادم ستقام احتفالية ابتهاجاً بافتتاح بعض المشروعات الجديدة بمطار القاهرة الدولي منها القطار الآلي الذي يربط مباني الركاب بالمطار وتشغيل الجراج متعدد الطوابق الذي يسع 3 آلاف و200 سيارة ومبني مركز "أهلا" للخدمة المميزة وكبار الزوار بجوار مبني الرحلات الموسمية اضافة إلي افتتاح الكافيتريا والاسواق الحرة داخل مبني الرحلات الموسمية.. وحديقة مطار القاهرة. هذه بعض المشروعات التي تم التخطيط لها قبل اندلاع الثورة.. ورغم محنة الطيران المدني إلا ان هناك اصراراً علي تنفيذ كافة المشروعات التي تم التخطيط لها حسب الجدول الزمني المحدد لها والالتزام بافتتاحها وتشغيلها رسمياً في مواعيدها المقررة مما يؤكد ان الطيران المدني لا يقف مكتوف الايدي بل يبذل كل ما لديه من أجل الانتهاء من المشروعات التي تجعل مطار القاهرة في مصاف المطارات العالمية. علي العموم هناك اجراءات لمواجهة الازمة للتغلب علي محنة الخسائر وهذا يؤكد ان المصريين قادرون علي تحقيق ما يعجز عنه الآخرون.. المهم ان نهدأ وندرك الخطر القادم إذا استمر نزيف الخسائر وعلي الجميع ان تتكاتف اياديهم من أجل الوصول بالطيران المدني إلي بر الآمان بدلا من ان يأتي اليوم الذي نبكي فيه جميعاً علي اللبن المسكوب. أنا اؤمن ان الطيران المدني قادر علي تخطي الازمة لأن هناك حقائق لا يمكن اغفالها ومن اهمها الخبرة والحيادة في هذا المجال.. والجميع في دول الجوار لا يغفلون ذلك التاريخ الذي يؤكد ان المصريين عندما يريدون تحقيق الشيء لا يترددون في تحقيقه.. وهذه هي عظمة احفاد الفراعنة الذين لا يعرفون المستحيل مهما كانت الصعوبات.