شهد وزير الثقافة الدكتور شاكر عبدالحميد حفل افتتاح المعرض رقم 71 للفنانة القديرة "جاذبية سري" بقاعة الزمالك للفن بشارع البرازيل بالزمالك.. وقضي الوزير أكثر من ساعة بين المعروضات وكبار المثقفين من النقاد الرسامين والأدباء والشعراء وعشاق فن الرسامة الكبيرة في سلسلة معارضها بعنوان الزمان والمكان. المعرض يضم 17 لوحة فقط هي كل إنتاجها خلال العام الماضي.. وتكشف هذه اللوحات عن عدة معان تقدمها لوحات الفنانة.. أولها "حرية الإبداع" فهي تسير إلي آخر المدي في حرية التشكيل وهو تعبير واضح عن فكرة التحرر من كل القيود والتي تحققت بعد ثورة الشباب.. المعني الثاني المستفاد من هذا المعرض هو استعراض المهارات المتراكمة لدي الفنانة علي مدي يزيد علي 60 عاماً. فيحس المشاهد بأن الأشكال لها أساس متين من البناء التشكيلي والدراسة التشريحية لجسم الإنسان دون عوائق من الأفكار المتخلفة عن عصور الرعاة في الصحراء. المعني الثالث نجده في بلاغة التعبير عن البيوت التي تقوم بدور البشر والناس الذين يخرجون من بين الجدران والآثاث. وتؤكد هذا المعني قاعة الزمالك للفن في نشرتها عندما تقول: خرج أبطال اللوحات من داخل البيوت كما في معارضها السابقة إلي خارج البيوت ليتنسموا عبير الحرية وأجواء التغيير حيث استطالت الأجساد وتوهجت الوجوه وبدت الأشكال أكثر فخراً وشموخاً وعزة حتي النوافذ التي اختلطت بالبشر في أشكال هندسية موحية انفتحت علي آخرها لتخرج روح المصريين الثائرة من داخلها لتعيش وتحلم بوطن غال ويؤمن بالحرية والمدنية ويرفض القبح والديكتاتورية والتطرف.. وهكذا يتلاحم المصريون معاً في أجساد متعددة تشد بعضها بعضا ويحلم أبناء الوطن- نساء ورجال- بغد أفضل ينتصر للمشاعر والأحاسيس وحب الحياة ويرفض التطرف والقبح. واحدي اللوحات تؤكد علي هذا المعني حيث تمزج الفنانة بين علاقة رومانسية ناعمة وتمثال منتقب وجهه خارج اللوحة فهكذا تكشف الفنانة القديرة دون أن تجرح. تتأمل ولا تصرخ وتطبق بمشاعر ناعمة فلسفتها في الفن حيث تضع الوطن أمام عينها ونغوص داخل وجدانها لنعبر بصورة موحية عن مصر الوطن 2012 الذي تراه وتتمناه وتحلم به. وتتميز المعروضات بتلخص الأشكال والابتعاد عن التفاصيل مع الإيحاء بها. هذا إلي جانب الاستخدام المبهر للون الصريح القوي مع الخلفية البيضاء لمعظم اللوحات.. والفنانة دائمة الطور فهي من أكثر الفنانات إنتاجاً وتطوراً في فنها. عبرت في نهاية الخمسينيات عن القضايا الاجتماعية وكفاح المرأة في مواجهة الضغوط والأوضاع الاجتماعية المتخلفة. ثم انشغلت بالتعبير عن ألعاب الفتيات ومرحهن. ثم انتقلت إلي مرحلة انشغلت فيها ببيوت المدن وزخارفها واتخذت من المباني أشكالاً إنسانية كما اتخذ الناس أشكالاً معمارية.. ثم عبرت عن الصحراء. وعادت لتمزج بين مراحلها الثلاث الأخيرة في تشكيلات تجريدية مبهجة الألوان. درست فن التصوير الزيتي بالمعهد العالي لمعلمات الفنون وحصلت علي الدبلوم العام 1948. ثم حصلت علي إجازة التدريس من نفس المعهد عام 1949. وسافرت إلي باريس لدراسة فن التصوير الزيتي عام 1950 ثم انتقلت إلي روما عام 1952 ثم إلي كلية "سليد" بلندن حيث حصلت علي دبلوم الدراسات العليا عام .1955 عملت مدرسة تربية فنية بمدارس المعلمات ثم الثانوية الفنية والجامعة الأمريكيةبالقاهرة حتي استقرت في المعهد العالي للتربية الفنية "كلية التربية الفنية حالياً" أستاذة لفن التصوير الزيتي حتي عام .1981 حصلت علي جائزة روما عام 1952. والجائزة الشرفية من بينالي فينسيا عام 1956 وجائزة شرفية من مسابقة الخلق الفني- القاهرة عام 1957- والجائزة الثانية في مجال الحفر "أي الطباعة الفنية" علي القسم المصري في بينالي الإسكندرية عام 1959. ثم جائزة التصوير الأولي علي القسم المصري من بينالي الإسكندرية عام 1963. والجائزة الأولي من صالون القاهرة عام 1960. والجائزة الرابعة للفن العالمي المعاصر من موناكو عام 1968. وجائزة الدولة التشجيعية في فن التصوير الزيتي مع وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولي عام 1970. وجائزة مسابقة تجميل دار الأوبرا الجديدةبالقاهرة عن تصميم رباعية نسيج عام .1990 حصلت علي منحة التفرغ من وزارة الثقافة عام 1966 لمدة ست سنوات. وكانت قد حصلت عام 1965 علي منحة للتفرغ في لوس أنجلوس من "مؤسسة هانتجتن هارتفورد" لمدة ستة أشهر. ثم حصلت علي منحة "الهيئة الألمانية لتبادل الأساتذة" عام 1975 في برلينالغربية ومنحة هيئة "فولبرايت" والمتحف الوطني للمرأة في الفن بواشنطن عام .1993 أقامت أكثر 71 معرضاً خاصاً لأعمالها منذ عام 1953 في القاهرةوالإسكندرية والعديد من العواصم والمدن الأوروبية والأمريكية. كما اشتركت في أغلب المعارض الجماعية بمصر والخارج منذ .1950 خصص الناقد "ايميه آزار" فصلاً عن فنها في كتابة "التصوير الحديث في مصر" الصادر بالفرنسية في القاهرة عام 1961 وصدرت ترجمته العربية عام 2007. كما احتلت فصلاً في كتاب الدكتور نعيم عطية "العين العاشقة" الصادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 1976. وكتبت عنها موسوعة التصوير طبعة "روبير" عام 1976 في باريس. وموسوعة لاروس للتصوير عام 1979. وقاموس "السيرة الذاتية الدولية" المطبوع في كامبرج بانجلترا عام 1982. بالإضافة إلي العديد من المقالات والدراسات في الصحف العربية والأجنبية. وقد انتج التليفزيون المصري فيلماً تسجيلياً عن فنها في سلسلة نساء ناجحات عام 1982. وأنتج المركز القومي للأفلام التسجيلية فيلماً عنها مدته 20 دقيقة عام 1992. بالإضافة إلي أربعة برامج تسجيلية عن حياتها وفنها. وقد أصدرت هيئة الاستعلامات في مصر عام 1984 كتاباً عن فنها يضم صور 40 لوحة بالألوان في سلسلة "وصف مصر المعاصرة من خلال الفنون التشكيلية" بقلم فاروق بسيوني. كما أصدرت الجامعة الأمريكيةبالقاهرة عام 1998 كتاباً عنها تحت عنوان "شهوة الألوان" بالإنجليزية أشرف علي تحريره "مرسي سعد الدين" ويضم 130 صورة ملونة و50 صورة غير ملونة لأعمالها. ويضم كتاباً عن فنها بقلم: ايميه عازار وكارميني سينسكالكو وفرانسواز مونين وصوفي الجويلي وبدر الدين أبوغازي وحسين بيكار ولويس عوض وكامل زهيري ومختار العطار وصبحي الشاروني ونعيم عطية وأحمد سليم وفاروق بسيوني وأمل جيد وغيرهم.