التجربة الودية الثانية أمام كينيا التي خاضها المنتخب الوطني في ظل قيادة برادلي الأمريكي في رحلة الإعداد الخارجية بقطر حققت العديد من المكاسب في مقدمتها الخروج باللاعبين من حالة الحزن والإحباط التي يعاني فيها الوسط الكروي والرياضي بعد مذبحة مباراة الموت ببورسعيد.. وجاء تواضع مستوي الفريق الكيني المنافس نتيجة لفارق الخبرة حيث انه لعب بلاعبيه بالمنتخب الأوليمبي بمثابة بداية جيدة للاعبين لحاجتهم إلي التدرج في سلسلة المباريات التجريبية التي من المقرر أن يخوضها منتخب الفراعنة حتي يصل لقمة فورمته الفنية والبدنية قبل بدء تصفيات القارة السمراء المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الافريقية وكانت التجربة الكينية فرصة لأن يستعيد نجوم المنتخب الكبار والوجوه الجديدة الصاعدة جزءاً من معنوياتهم وغسل أحزانهم التي مازالت تعتصر جموع الشعب المصري حتي يتم القصاص من مرتكبي جريمة مذبحة بورسعيد ومن خطط وحرص عليها بجانب استعادة مستواهم البدني والفني الذي هبط بعد توقف نشاط الكرة منذ وقوع مذبحة بورسعيد ووضح خلال التجربة ان اللاعبين خاصة من الوجوه الجديدة لديها رغبة حقيقية في اثبات وجودها وكسب ثقة المدرب الأمريكي لقيادة المنتخب لاستعادة مكانته داخل القارة السمراء. والوصول لنهائيات الأمم الافريقية ..2013 وكانت التجربة بمثابة فرصة ذهبية للاعبين المشاركين لاثبات وجودهم في ظل غياب نجوم النادي الأهلي والذين قرر برادلي إعفاءهم من الانضمام لصفوف المنتخب تقديرا لمشاعرهم والظروف التي يمرون بها منذ مذبحة مباراة الموت والتي كان الأهلي طرفا فيها.. وأعتقد ان مثل هذه التجارب التي سيخوضها المنتخب في معسكره بقطر بعد رفض وزارة الداخلية إقامتها في مصر بسبب الظروف الأمنية التي تمر بها البلاد خاصة بعد أن تسببت كرة القدم في سقوط أكثر من 74 شهيداً ومئات المصابين.. وهو جعل إلغاء مسابقة الدوري العام هذا الموسم واجباً وطنياً حتي يستعيد الأمن عافيته ويعيد ترتيب أوراقه ونتخلص من كل مظاهر الانفلات الأمني خاصة وان شعب مصر بكل وزاراته وأطيافه في حاجة للتفرغ حتي يستكمل خطوات بناء مصر الجديدة والحديثة والتحول لعصر الديمقراطية بوضع الدستور الجديد والدائم وانتخاب رئيس للجمهورية وهذا الواقع وتلك المسئوليات الجسام الملقاة علي عاتق الشعب وقياداته في تلك المرحلة التاريخية الانتقالية التي يمر بها الوطن بعد ثورة يناير المجيدة تحتاج لتضافر وإخلاص كل الجهود وأطياف الشعب لنضمن جميعا مستقبلاً أكثر اشراقا ورحابة للأمة المصرية من خلال تحقيق باقي أهداف الثورة في بناء دولة العدالة الاجتماعية والمساواة والحرية والديمقراطية والتي ستنطلق علي أرض صلبة رغم أنف الحاقدين والكارهين والمتآمرين من الداخل والخارج والذين وقفوا خلف مذبحة مباراة الموت ببورسعيد في إطار محاولاتهم الفاشلة لزعزعة استقرار مصر.. وعلي الجانب الفني سنجد ان هناك استحالة في عودة مسابقة الدوري بجانب الظروف السياسية لعدم وجود مساحة زمنية.. وإلا سيتم تدمير المنتخبين الأول والأوليمبي.. فقبل وقوع المذبحة صرخ اللاعبون ومدربوهم من ضغط جدول مباريات المسابقة بسبب الإجهاد والإرهاق وصعوبة عودة المصابين ولم يجد برادلي وهاني رمزي الوقت الكافي لتدريب المنتخبين رغم ان كلا منها مطالب بالمنافسة في كأس الأمم الافريقية وأوليمبياد لندن. وبالتالي أصبح إلغاء الدوري هذا الموسم خاصة بعد توقفه أكثر من 40 يوما حدادا علي ضحايا مباراة الموت هو طوق النجاة لإنقاذ المنتخب الأول والأوليمبي بالحصول علي فترات كافية للتجمع وإقامة المعسكرات التدريبية المغلقة وخوض العديد من المباريات التجريبية الدولية مع مدارس كروية مختلفة أوروبية وافريقية بمثابة الطريق الأمثل لاعداد الفراعنة وفريقنا الأوليمبي لتحقيق أهدافهما الكبري في أمم افريقيا وأوليمبياد لندن.