يجري البحث حالياً في القاهرة عن مقر جديد لسفارة إسرائيل وهذا ليس بخبر جديد. والجديد ان عدداً من قيادات "الشاباك" جهاز الأمن الاسرائيلي الداخلي قد حضروا إلي مصر وتفقدوا بصحبة مندوبي شركات عقارات مصرية مجموعة من الأبنية في مناطق عديدة تتمتع بقلة الكثافة السكانية ورغم ذلك لم يتم الاتفاق علي اتخاذ مقر حتي الآن واذا كانت اسرائيل تفكر هذه المره بعكس المرة السابقة التي اختارت فيها مقر سفارتها في احدي عمارات الجيزة. ففي المرة السابقة كان اختيارها للمقر الذي تم اقتحامه يوم استرداد الثورة يعود إلي أن العمارة بسكانها توفر نوعاً من الحماية للعاملين بالسفارة. وجاءت هذه المره لتبحث عن مكان بعيد عن السكان علي ان توفر السلطات الأمنية المصرية. ويبدو أن السفير الاسرائيلي الجديد وهو بالمناسبة السفير الحادي عشر لاسرائيل في القاهرة وهو صاحب خبرة دبلوماسية عريضة وقد عمل في مصر سابقاً. يبحث عن مكان بعيد عن اعين الناس بعد ان استفزهم علم اسرائيل الذي كان يرفرف علي ضفاف النيل. وهذه المرة يبحث عن مبني بعيداً في المدن الجديدة. بعيداً عن الناس الذين حتي الان وبعد مضي يزيد علي ثلاثين عاماً من اتفاقية السلام مع اسرائيل لا يرغبون في رؤية علم لها يرفرف في أي مكان في سماء مصر ويبدو ايضا ان ثورة يناير وما حدث من هجوم علي السفارة الاسرائيلية. جعل الاسرائيليين يفكرون مائة مره قبل الاقتراب من الشعب المصري. فهم يعلمون ان القيادات السياسية ايا كانت لا تستطيع ان تجبر الشغب علي قبول مالا يرضاه أو ان يرحب بغير المرحب بهم. خاصة في ظل تنامي الوعي الشعبي الذي ادرك بعد قيام الثورة ان عصابة مبارك كانت تعمل لصالح اسرائيل وان حزن اسرائيل علي كنزها الاستراتيجي كما قالوا جعل الشعب اكثر وعياً بحقوقه سواء حقه في الغاز الذي يصدر لإسرائيل او حقه في مناصرة الفلسطيينين في قطاع غزة والضفة واذا كانت اسرائيل لم تعثر حتي الآن علي مبتغاها ولم تعثر علي المبني المناسب لسفارتها فإنه من الأفضل لها ان يدير سفيرها شئون بلاده من الشقق المفروشة.