نجح النائب زياد العليمي أن يحتل الساحة الإعلامية والسياسية في مصر. وأن يكون مثار شد وجذب لدي الرأي العام ما بين مستنكر لما قاله في حق المشير محمد حسين طنطاوي رئيس المجلس الأعلي للقوات المسلحة والداعية الإسلامي البارز محمد حسان وما بين من يري أن النائب لم يخطئ وأن الموضوع أخذ أكبر من حجمه. نستطيع أن نشد علي يد زياد العليمي ونقول له لقد أصبحت الآن أشهر نائب في مصر لأنك اخترت رمزين أحدهما سياسي عسكري والثاني أحد كبار رموز الدعوة الإسلامية.. ووجهت إليهما سهامك لتحدث صدمة لدي الرأي العام.. والتقطت المحطات الفضائية الموضوع لتزيد وتعيد فيه. لو كان هذا الكلام قد صدر من النائب بصورة عفوية ثم استدرك أنه أخطأ وأنه لم يكن يقصد إهانة أحد لبادر بالاعتذار من تلقاء نفسه من منطلق المبدأ القائل: الاعتراف بالحق فضيلة.. لكنه أبي واستكبر. ورفض كل محاولات زملائه النواب لاحتواء الموقف ليظل بطل الساحة السياسية والإعلامية. حتي عندما توجه العليمي إلي منزل الشيخ حسان للاعتذار له أحاط ذلك بحملة إعلامية ليظل محور الحديث. لا ليشهد أهل دائرته فقط بل ليشهد المصريون جميعاً علي أنه نائب همام يتمتع بشجاعة لم يتمتع بها غيره.. ولم لا؟! فالقضية هنا تقاس بحجم وقيمة من وجهت إليهما السهام. لكن السؤال هنا: هل النائب زياد العليمي رجل شجاع فعلاً لأنه لم يخش أي إجراء مضاد سواء أكان إجراء مادياً أو أدبياً؟ أم أنه استغل جو الحرية والثورة الشعبية التي أسقطت نظاماً فاسداً بأكمله ليحتمي بالرأي العام ضد أي ملاحقة تتخذ ضده؟! وللإجابة علي السؤال أود أن يسأل النائب نفسه ويجيب بصدق علي سؤال مفاده: هل كنت يا زياد تستطيع أن تتفوه بهذا الكلام ضد الرئيس المخلوع وهو في أوج قوته وعنفوانه وسلطانه؟! قد تقول: إنني لم أكن عضواً في البرلمان أثناء العهد السابق لأنه لم تكن تتاح لي ولأمثالي فرصة الفوز نتيجة للتزوير الفاضح الذي كان يمارس في الانتخابات وبالتالي لم تكن لدي فرصة لأقول رأيي بصراحة وأنا أتمتع بالحصانة البرلمانية. ونحن نقول: إن الشجاعة لا ترتبط بالحصانة.. الشجاعة شجاعة في أي وقت وأي مكان.. الشجاعة سمة لرجل كامنة فيه يستخدمها أو يظهرها في الوقت المناسب والأجواء المختلفة.. وقد كانت أوضاعنا سيئة للدرجة التي نظهر فيه الشجاعة تلقائياً وتستنكر ما يحدث وتصب جام غضبها علي صاحب الحدث. وأقصد رئيس الدولة.. فهل فعلت ذلك يا أستاذ زياد؟ أنا لست ضد توجيه أي نقد للمشير محمد حسين طنطاوي باعتباره رئيساً للمجلس الأعلي للقوات المسلحة.. فليس له أو لغيره قداسة تحميه من النقد وقد يكون نقداً لاذعاً وحاداً.. وكذلك الأمر بالنسبة للشيخ محمد حسان.. ولكن هناك فرقاً شاسعاً بين أن تنتقد سياسة مسئول أياً كان منصبه وأن تتناول شخصه بسوء. هناك من دافع عن النائب زياد في الفضائيات بشدة. مؤكداً أنه لم يخطئ ووصف زياد بأنه ابن الثورة.. وأنه.. وأنه.. وأنه.. وكل هذا شيء طيب وجميل وحسن ونضعه فوق هاماتنا.. ولكننا نقول: إن من يزن كلامه بميزان الموضوعية فإنما يحترم نفسه قبل أن يحترم الآخرين. وأقول للأخ زياد: فلتسعد أكثر وأكثر.. فقد ساهمت أنا بهذا المقال في زيادة شهرتك.. فهنيئاً لك!!