تلاحظ في الآونة الأخيرة خروج عدد لا يستهان به من شباب الإخوان المسلمين من الجماعة مؤكدين ان هذا هو رأس جبل الجليد الظاهر من حركة خروج كبيرة علي مبدأ السمع والطاعة وتحكم عدد قليل من قيادات الإخوان الذين ينتمون أصلاً لما كان يعرف بالتنظيم السري الذيپيعزيپإليه الكثير من مشكلات الجماعة في الماضي والحاضر والكثير من الصدامات التي خاضتها بدعوي الحفاظ علي التنظيم. معظم هؤلاء الشباب يشتكيپمن رفض هؤلاء القادة المعدودين للمناقشة والحوار فضلاًپعن الاختلاف والرفض وكأنهم وحدهم من يملكون الحق كاملاً ويشيرون إلي عدة آليات يستخدمها هؤلاء لترسيخ مبدأ السمع والطاعة وعدم النقاش أو الاختلاف مثل اتهام كل من يعترض علي هذا الأسلوب بالفتنة وكأن خروجهم علي الرأي المعتمد لدي القيادة يعتبر خروجاً علي الإسلام وليس جماعة من المسلمين ويضاف إلي ذلك عملية تشويه متعمدة فيما بعد الخروج أو الاعتراض من قبل الأتباع المخلصين لهذا النهج القديم المتجدد رغم اعتراف بعضهم بأن هذه القبضة الحديدية للتنظيم تعيق أي عملية للتطور داخل الجماعة ويدللون علي صحة رأيهم هذا بتداخل الجماعة مع الحزب السياسي الذي أسسته الجماعة لدخول عالم السياسة بعد ثورة 25 يناير. ويتساءل هؤلاء الشباب عن كيفية التعامل مع الآخرين المختلفين من قبل الجماعة إذا كانت قيادات الجماعة لا تقبل الاختلاف بين المنتمين إليها خاصة ان معظم هولاء المعترضين من الشباب الذي شارك في تفجير وتفعيل الثورة التي أعلنت الجماعة في بدايتها عدم المشاركة فيها والتي جاءت بالاخوان المسلمين إلي سدة البرلمان ومن ثم الحكومة وربما الرئاسة أيضاً. وبغض النظر عن صحة هذا الرأي من عدمه فإن ما يحدث يثير الكثير من علامات الاستفهام حول الإخوان المسلمين الذين يمثلون الآن أقوي القوي السياسية في مصر. فإذا أضفنا إلي ذلك خروج عدد كبير من رموز الحركة مثل الدكتور أبوالفتوح والدكتور محمد حبيب والدكتور الزعفراني تقريباً لنفس الأسباب وهي ذاتها الأسباب التي أخرجت مجموعة من حزب الوسط من سنوات يصبح الأمر فعلاً ملفتاً للنظر خاصة إذا كان الحديث عن الحرية والديمقراطية كان ولايزال هو السلاح الذي يستخدم لتمكين هذه الجماعة وغيرها من جماعات التيار السياسي الإسلامي. إن المسألة تحتاج إلي مراجعة فعلية لأن ما يحدث لا يصب في مصلحة الجماعة ولا الوطن ولا الأمة ولا الدين فهل من مراجع؟!