أعلنت نقابة العاملين بالمهن الفنية عن وقفة احتجاجية أمام السفارة البريطانية بالقاهرة تحت شعار "خليك ايجابي.. دم المصري غالي" وذلك يوم الثلاثاء 21 فبراير الجاري للمطالبة بفتح التحقيق في قضايا قتل المصريين في بريطانيا والتي قيدت كقضايا انتحار ولم يتم الكشف عن الجاني الفعلي ومنها قضية سعاد حسني والدكتور كريم أسعد الذي قتل منذ أسابيع دون جريرة وعلي شفيق وأشرف مروان والليثي ناصف ورجل الأعمال دودي والأميرة ديانا. يقول المثل الشعبي "لا يموت الحق إذا كان وراءه مطالب". وإذا كان عدد من مات مقتولا من أبناء الوطن غريبا في لندن. أو مهانا ومدهوسا تحت عجلات المجنزرات وبالرصاص الحي علي أرض الوطن يفوق وحتي الآن قدرتنا علي فرض القصاص ويتجاوز امكانياتنا علي فرض الشفافية في تحقيقات عادلة تكشف النقاب عن وجوه القتلة ومحاسبتهم فعلي الأقل علينا الا نكف عن المطالبة والاصرار علي عدم النسيان وتذكير القتلة بفعلتهم حتي يأتي يوم ونسلم هذه الأمانة إلي أجيال تأتي بعدنا. ان فضيلة النسيان تصبح رذيلة كبري ان نحن نسينا دماء من تم قتلهم غدرا وخصوصا من حملوا أهدافا وطنية نبيلة وأمنيات مشروعة وثاروا من أجل تحقيقها ولست علي ثقة أبدا في جدوي هذه الوقفات الاحتجاجية علي المستوي العملي فحتي الآن لم يعرف علي وجه التحديد من قتل جون كنيدي ومن يقف وراء انتحار مارلين مونرو ثم ما جدوي المعرفة إذا ما عجز المرء عن تحقيق أي قدر من العدالة؟ عموما لا بأس أبدا من المطالبة وتوجيه الاتهام ضمنا إلي بوليس انجليزي متواطيء بالتأكيد والسؤال الذي لابد أن نطرحه متواطيء مع من؟ ومن مصلحته اختفاء سعاد أو مروان أو غيرهما ممن تم قتلهم في لندن.. ابحث عن المستفيد. المغدور بهم علي أرض الوطن وأعني الشهداء الذين سقطوا علي أسفلت الشوارع في مدن القاهرة والاسكندرية والسويس وغيرها من المدن وهم من نعرف قاتليهم ولم يعلن عن أي منهم حتي الآن. التفكير في كل هذا القتل الذي يحصد أرواح المصريين دون معرفة قاتل واحد يشكل عبئا ثقيلا جدا علي ضمير كل مواطن يعيش في هذا الوطن. فكل هؤلاء الشهداء والأبناء المغدور بهم وكل هذه الدماء التي سالت وتسيل من أجساد المصريين سواء في غربة الخارج أو الغربة في الداخل تدفعنا فعلا إلي الاحتجاج والإبقاء علي صوت الحق.. والحمد لله ان الاحتجاج أصبح الآن ممكنا ولكنه لن يحقق المرجو منه الا باستمرار الثورة والدفع بها حتي تحقق اهدافها وحتي تصل إلي روح وعقل وضمير كل واحد.. حينئذ وحينئذ فقط نستطيع ان نثأر وأن يكون لاحتجاجنا جدوي ومن ثم تهدأ أرواح من قتلوا غدرا.