مع التقدم في السن يدب الوهن في الجسم البشري وتتناقص قدرة الأجهزة المختلفة علي اداء وظائفها الحيوية.. والمخ ليس استثناء من ذلك. لكن الدراسات الحديثة تبشر بقرب التوصل إلي عقاقير وأدوية يمكن ان تعيد المخ إلي شبابه حسبما جاء في مجلة نيتشر العلمية. حيث نشرت تقريرا يؤكد أن دماء الفئران الشابة تحتوي علي بروتينات يمكن أن تحفز علي تكوين خلايا عصبية جديدة في أمخاخ الفئران المتقدمة في السن. الأمر الذي يعمل علي تحسين قدراتها وأدائها لوظائفها. وقد ظل العلماء لفترة طويلة يعتقدون بأن المخ لا يستطيع تجديد خلاياه بعد وصول الإنسان مرحلة البلوغ. لكنهم اكتشفوا مؤخرا ان أمخاخ الحيوانات الثديية تحتوي علي خلايا جذعية يمكن أن تتحول إلي خلايا عصبية وبذلك يجدد المخ خلاياه. وكان هذا الاكتشاف من أعظم انجازات علم الأعصاب في الفترة الأخيرة. حيث فتح الباب أمام إمكان تطوير عقاقير. تعتمد علي الخلايا الجذعية. لعلاج حالات السكتة الدماغية ومرضي باركنسون أو الشلل الرعاش! وكانت دراسات سابقة قد أكدت أن الخلايا الجذعية المخية توجد بالقرب من الأوعية الدموية بالمخ. الأمر الذي حدا ب "ريس كواري" وزملائه بجامعة ستانفورد للاعتقاد بأن تكوين الخلايا الجذعية العصبية يتوقف علي مواد كيميائية يجلبها الدم للمخ. لكن.. كيف يمكنهم التأكد من صحة هذا الاعتقاد؟! أجري هؤلاء الباحثون عمليات جراحية للفئران من أجل دمج الدورة الدموية لكل فأرين معا.. أو بمعني آخر تخليق توائم سيامية صناعية من الفئران البالغة. وكان هناك ثلاثة أنواع من التوائم "الصناعية": * النوع الأول: توأمة كل فأرين في مرحة الشباب! * النوع الثاني: توأمة كل فأرين في مرحلة الشيخوخة! * النوع الثالث: توأمة فأر شاب مع آخر مسن!! بعد خمسة أسابيع من إجراء العملية. قام الباحثون بقتل الفئران "التوائم" وقياس عدد الخلايا العصبية حديثة التكوين في أمخاخها وتبين ان عددها في التوائم الشابة المتصلة معا كان مساوياً لعددها في الفئران العادية في نفس المرحلة العمرية والأمر كذلك بالنسبة للفئران المسنة. أما بالنسبة للفئران المسنة التي جرت توأمتها سياميا مع الفئران الشابة. فقد تبين أن عدد الخلايا العصبية حديثة التكوين في أمخاخها أكبر بكثير من مثيلاتها العادية في العمر نفسه. هذه النتائج تشير إلي أن المركبات الموجودة في دماء الفئران المسنة تحول دون تكوين خلايا جديدة في المخ. في حين ان كيمياء الدم في الفئران الشابة تحفز تكوين هذه الخلايا. كذلك قام العلماء بإجراء عمليات نقل دم من الفئران المسنة إلي الفئران الشابة ونتج عن ذلك انخفاض اعداد الخلايا العصبية حديثة التكوين لدي الفئران الشابة. مقارنة بمثيلاتها التي تم نقل دماء شابة لها. وبإجراء الدراسات علي خلايا المخ في الفئران الشابة التي تمت توأمتها مع الفئران المسنة تبين ضعف الوصلات العصبية التي تربط بين الخلايا.. والمعروف ان هذه الوصلات تلعب دورا مهما في وظيفتي التعلم والذاكرة.. وبذلك تأكد ان التغير الذي يطرأ علي الدم نتيجة للتقدم في العمر هو السبب في تراجع القدرات العقلية لدي كبار السن. ويأمل العلماء في التعرف علي البروتينات الموجودة في الدماء الشابة للاستفادة منها في الحد من التدهور العقلي في مرحلة الشيخوخة. ولا أخفيك سرا.. أنني في انتظار النتيجة.. ليس فقط بسبب التقدم في السن ولكن أيضا بسبب عدم قدرتي علي استيعاب ما تمر به مصر من أحداث في هذه الأيام! ** أفكار مضغوطة: من لا يري غير محاسنه ومساويء الآخرين.. فالضرير خير منه "ميخائيل نعيمة".