هتف التراس النادي الأهلي وقال: "الشعب يريد حق الشهيد".. ثم غني بعد ذلك وقال: "لابس تي شيرت أحمر.. ورايح بورسعيد.. راجع في كفن أبيض.. وفي بلدي بقيت شهيد". وبين هذا الشعار وهذه الأغنية أعطي التراس الأهلي درساً للجميع في المسيرة السلمية التي تحمل رسالة محددة تعرف معناها وتعرف كيف تصل بها ولمن تصل وفق خطة مرسومة ينفذها الآلاف دون حذف أو تغيير. مسيرة تخطت 15 ألف مصري.. سارت في اتجاه واحد من النادي الأهلي وحتي مكتب النائب العام.. عندما يأتي الإذن بالتحرك يتحرك الجميع وإذا جاء الإذن بالتوقف يتوقف الجميع.. هتافات موحدة ومرتبة ومتفق عليها.. كل يعرف دوره صغيراً وكبيراً. مسيرة يقودها الشباب ليس بينهم قائد سياسي ولا زعيم ثوري ولا رجال خبرة.. إنما هي القناعة والاقتناع بالقضية والإيمان بالمبدأ والإخلاص في العمل واحترام القرار.. لذلك عندما يكون قائد المسيرة هو الشاب المهذب جداً الواثق في نفسه كريم عادل فلا تقلق.. وانطلق في أمان لا تخشي في الحق لومة لائم.. توكل علي الله وتأكد أن أحداً لن يستطيع أن يخترق مسيرتك وفكرك ورؤيتك.. لا 6 أبريل ولا أي يوم في أي شهر.. ليس رفضاً لهذا أو ذاك.. ولكن لأن المسيرة كان لها رسالة محددة هي حق الذين سقطوا غدراً في بورسعيد.. وسرعة القصاص والتأكيد علي أن هذا الحق لن يضيع ولن يكون السكوت عليه طويلاً.. وإذا كانت مسيرة الأمس قد سارت في صورتها التي رأها العالم.. فمن المؤكد أن الرسالة القادمة ستختلف. كانت الرسالة سلمية حتي أن فتاة قيل إنها بورسعيدية تواجدت ورفضت أن يتعرض أحد من الآلاف لبورسعيد واستفذت الجميع إلا أن شاباً من التراس الأهلي أخذها وأخرجها في هدوء وكتم الجميع غيظه حتي خرجت دون أزمة. وكالعادة واصل شادي محمد ثورته مع التراس الأهلي وأكمل الثائر نادر السيد رسالته سواء في التحرير أو خارجه ولم يكن الموقف بعيداً عن النائب محمد أبو حامد ولا الأهلاوي المناضل الدكتور محمد العدل. الدرس كان لكل ثائر أو رافض للثورة أو مدعي الثورة.. كان للإعلام غير المفهوم والمتفلسف كان لمن طلب منها ألا تتحرك لأنها ستكون ضد إرادة أسر الضحايا.. ولكن أسر الضحايا جاءت.. وأكدت تلاحمها تحت هتاف واحد هو القصاص.. الكل كان صوتاً واحداً.. روحاً واحدة.. نبضاً واحداً.. ابتسامة واحدة.. دمعة واحدة.. صرخة واحدة.. هدفاً واحداً لم يتغير ولن يتغير. والآن يطلبون عودة الدوري.. يعود الدوري بعيداً عن الجماهير يا ظلمة.. نحن لسنا أمام شغب نواجهه.. بل أمام ظلم نحاربه.. وللحديث بقية.