تنويه طريف وظريف ومهم.. يذاع علي القناة الأولي بالتليفزيون المصري.. أكثر من مرة طوال اليوم تحت شعار التعليم سكة مصر لبكرة.. يتم من خلاله عرض صور لرموز مصر في الفترة الماضية مثل طه حسين ورفاعة الطهطاوي ومصطفي كامل.. وفي المرحلة الحالية مثل د. أحمد زويل ود. مجدي يعقوب ود. مصطفي السيد. والمتأمل لهذا التنويه.. يكتشف انه ناقص لجزء مهم مرتبط بالتعليم وهو البحث العلمي.. لأن تعليما بدون بحث علمي هو كمن يقرأ ولا يعرف الكتابة.. ومن يحصل علي رسالة دكتوراه في مجال معين ولا يعرف شيئا عن تطبيق الموضوع الذي حصل فيه علي هذه الدرجة. هذا التنويه "الناقص" يؤكد وضعنا التعليمي والبحثي المتردي حاليا.. فرغم أننا تنفسنا الصعداء بعد ثورة 25 يناير المجيدة.. إلا أن الوضع العلمي والتعليمي لا يزال مجمدا بل ودخل النفق المظلم. قد يتساءل البعض.. لماذا هذا التشاؤم.. وهناك خطوات كبيرة قام بها د. أحمد زويل لانشاء مدينته العلمية التي تحمل اسمه.. وتتضمن عدة معاهد بحثية متطورة بالاضافة الي جامعة حديثة أيضا؟! الرد علي هذا التساؤل.. يكون بأن مشروع د. زويل خطوة واحدة علي الطريق وهو خاص بالبحث العلمي.. حيث ان كل المعاهد وهي حوالي 12 معهدا ستكون متخصصة في فروع علمية معينة. ومن ثم يكون السؤال المهم: أين منظومة تطوير التعليم والبحث العلمي بداية من رياض الأطفال وحتي ما بعد التعليم الجامعي.. وأين كبار علماء مصر من ذلك.. خاصة د. أحمد زويل ود. مجدي يعقوب ود. مصطفي السيد ود. فاروق الباز.. وأسأل د. زويل بالذات هل اكتفيت بمشروعك البحثي.. ونسيت تصريحاتك السابقة بضرورة تطوير التعليم والبحث العلمي تطويرا جذريا وشاملا يناسب المستقبل المنشود. كما أتوجه بالسؤال الي وزراء التعليم والبحث العلمي الثلاثة.. د. حسين خالد وزير التعليم العالي.. جمال الجندي وزير التربية والتعليم.. د. نادية زخاري وزيرة البحث العلمي.. أسألهم: لماذا لا تجتمعون وتتفقون علي منظومة أو خارطة طريق لتطوير هذا المجال الهام.. بدلا من وجود كل واحد منكم في جزيرة منعزلة عن الآخر. انها صرخة لمن يهمه الأمر.. انقذوا التعليم والبحث العلمي بمنظومة متطورة وحديثة.. وركزوا علي السنوات الأولي من عمر أجيال المستقبل.. مع التركيز علي حقوق المعلم وتدريبه. حقا.. ان التعليم والبحث العلمي.. سكة مصر لبكره.. وأملها الحقيقي في مستقبل مشرق.