رغم حزنها الشديد علي ما يحدث في مصر من أعمال عنف وبلطجة .. وحزنها الأشد علي إحراق المجمع العلمي والذي وصفته بأنه نقطة سوداء في تاريخ العلم الحديث والمعاصر في مصر .. حيث أضاع الآلاف من أمهات الكتب التراثية والعلمية والبحثية في مختلف المجالات. أقول رغم حزنها الشديد علي هذه الأوضاع إلا أن د. نادية زخاري وزيرة الدولة للبحث العلمي أكدت من خلال حوارنا معها ان مستقبل مصر في إنقاذ البحث العلمي.. وقالت انه بدون تقدم هذا المجال لن تكون هناك تنمية أو أي تطور في أي مجال فهو قاطرة التنمية وسبب تقدم الأمم . * هنا .. سألناها .. هل تستطيع حكومة الانقاذ أن تنقذ البحث العلمي في هذه الفترة القليلة من عمر الحكومة؟: ** قالت الوزيرة: سوف أبذل كل ما في وسعي لأداء هذه المهمة القومية في هذه الظروف الصعبة. * أري نبرة تحد.. فما هي الأهداف الأولية؟ ** ثلاثة أهداف لو تم تحقيقها سوف تنقلنا للمستقبل الحقيقي وهي : أولا: زيادة الميزانية المخصصة للبحث العلمي لأنه لا يعقل ان تكون دولة عريقة مثل مصر ميزانية البحث العلمي بها 04.% من الدخل القومي المصري في حين توجد دول مجاورة ميزانية هذا المجال بها يصل الي 5% من الدخل القومي لها. وهذه الزيادة لن تكون علي حساب الموازنة العامة للحكومة والدولة فقط.. بل اننا سنحاول اشراك الشركات ومنظمات المجتمع والمؤسسات الخيرية في ذلك. ثانيا: تسويق البحوث العلمية المتميزة التي انجزتها المراكز والمعاهد البحثية المختلفة من خلال الانتقال الي مراكز العمل والانتاج بالمصانع والشركات.. وهذه الخطوة لو نجحنا فيها ستكون فاتحة خير علي هذا المجال الهام. ثالثا: هذه الاهداف هو دعم ورعاية المبتكرين والمبدعين من خلال نشر الثقافة العلمية المبسطة في المجتمع المصري مع التواصل مع علماء مصر بالداخل والخارج.. ولقد تحدثت بالفعل مع بعضهم .. وعلي رأسهم د. أحمد زويل العالم الكبير والذي يسعي أيضا الي عمل أي شيء من أجل تقدم التعليم والبحث العلمي في مصر. مظلة واحدة * هل آن الآوان لجمع المراكز والمعاهد البحثية تحت مظلة واحدة.. بدلا من وجودها هكذا كالجزر المنعزلة؟: *. بالفعل.. ويتم حاليا دراسة أوجه التعاون بين مختلف المراكز والمعاهد البحثية لتحقيق الاستراتيجية القومية للبحث العلمي والتي تم اعتمادها من قبل المجلس الأعلي للعلوم ليتم تنفيذها خلال الأيام القادمة في مجالات عديدة منها: الصحة والطاقة والمياه والغذاء والصناعة والعلوم الثقافية والاجتماعية والاسكان. * ما هي هذه الاستراتيجية *. هي التي تمت بلورتها في مبادرة لاطلاق عدد من المشروعات البحثية .. بحيث يشارك في كل مشروع ثلاثة مراكز بحثية تساهم ب 60% من تمويلها والوزارة تساهم ب 40% .. وستكون الرعاية الفنية تحت اشراف صندوق العلوم والتكنولوجيا. الابتكارات * وماذا عن الابتكارات والابداعات خاصة وان مكتب براءات الاختراع يئن من آلاف الابتكارات بلا فائدة؟ ** هناك دراسة أخري أعدتها وزارة البحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة "فراونهوفر" الالمانية وبرنامج البحوث والتنمية والابتكار والاتحاد الأوروبي .. لتقييم المنظومة المصرية للعلوم والبحوث والتكنولوجيا .. لوضع استراتيجية وسياسة مستقبلية للابتكار. * هل لاجيال المستقبل أطفالنا الصغار نصيب في هذه الاستراتيجية.. ** بالطبع .. وقد تحدثت مع زميلي د. جمال العربي وزير التربية والتعليم وسوف أبحث معه كيفية تبني الباحثين الصغار من المدارس مع دعمهم وتشجيعهم علي الابتكار والابداع. * فكرة "حلولنا بعقولنا" تبنتها أكاديمية البحث العلمي والتكنولوجيا هل تجد الاهتمام؟ ** نعم.. وهي لتبني براءات الاختراع .. وتمويل مشروعاتها بمبالغ من 10 آلاف جنيه وحتي 250 ألف جنيه. مصر الخير * ومؤسسة مصر الخير وجهودها في هذا المجال؟ ** التعاون مع مؤسسة مصر الخير مستمر وعلي خير مايرام .. لأن هذه المؤسسة الكبيرة التي يرأسها د. علي جمعة مفتي الجمهورية لها باع طويل في تدعيم البحث العلمي حيث وصل دعمها هذا العام بمبلغ يتعدي الستة ملايين جنيه. * والتعاون مع الشركات؟ ** سوف نتجه الي مقار الشركات والاتفاق مع المسئولين بها علي إقامة أو الاستعانة بمجموعة من الباحثين يقومون بأبحاث علمية داخل هذه الشركات لحل المشكلات والعمل علي تطوير العمل والانتاج بها وهذه خطوة أخري لزيادة دخل البحث العلمي.