المعارضة السورية ترفض الحوار أو أي حلول سياسية. إما بإيعاز من الخارج. أمريكا وأوروبا ودول عربية. أو من الجماعات الدينية التي تطمع في إزاحة الأسد والوصول إلي سدة الحكم يغريها في ذلك صعود الإسلاميين في تونس ومصر. الموقف في سوريا يختلف كثيراً عنه في مصر. إذ أن تخلي أو تنحي الأسد عن منصبه لن يعقبه استقرار للأوضاع هناك. لأن هناك أطرافاً كثيرة متورطة في أحداث العنف. فالجيش والشرطة وأجهزة الأمن والمخابرات جميعها سوف تواجه اتهامات خطيرة لن يفلت منها كبار القيادات وهذا في حد ذاته يجعلهم مصريين علي الحل الأمني والقمعي حتي آخر لحظة! استطاعت روسيا والصين حتي الآن تعطيل ومنع أي تدخل عسكري في سوريا. والروس عموماً أدركوا بعد فوات الأوان أن نفوذهم بدأ يتقلص في المنطقة شيئاً فشيئاً وأنه آخذ في الانحسار. وأن مساحة هذا النفوذ علي الأرض تضيق عليهم حتي بلغت الجمهوريات السوفيتية السابقة. وإذا ضاعت سوريا ونظام الأسد فلن تجد لها موطئاً آخر في هذه المنطقة. إذن من مصلحة روسيا الإبقاء علي الحليف السوري. إما عبر استخدام الفيتو أو بتزويده بأسلحة ردع كفيلة بصد أي عملية خارجية! ومع استبعاد الأممالمتحدة للخيار العسكري. فإن كبار المعلقين الأمريكيين يطالبون بهذا التدخل من قبل الناتو والجامعة العربية. وهذا يعني أن الولاياتالمتحدة سوف تتحمل مرة ثانية العبء الأثقل من الحرب. ونشير هنا إلي أن آخر عملية للناتو في ليبيا. قامت أمريكا بتزويد الحلف ب 75% من المعلومات وبيانات الاستطلاع والتجسس وطائرات التزود بالوقود. لكن سوريا ليست ليبيا. والناتو بدون أمريكا ليس مؤهلاً للقيام بهذه المهمة! بعض الأمريكيين وهم قلة لديهم قناعة بأن أضرار التدخل العسكري في سوريا لا حصر لها وتفوق كثيراً أي مكاسب أخري. الحرب إذن هي الملاذ الأخير القاتل والمكلف من وجهة نظر هؤلاء الذين يفضلون الدبلوماسية والعقوبات وتجميد الأرصدة وحظر السفر والعزلة الدولية التي قد تعجل بنهاية الأسد! بقي سؤال: إذا كان البيت الأبيض يستبعد حتي الآن الحل العسكري. بينما تدق طبول الحرب في وسائل الإعلام الأمريكية ومراكز الأبحاث. فما هي بواعث هذه التدخل وعلي أي أساس سوف ينشأ؟! وهل سيكون مصمماً لخلق ممر يمكن من خلاله إنقاذ وعبور المواطنين السوريين المحاصرين في حمص أم أنهم يتكلمون عن تغيير شامل للنظام في سوريا؟! وإذا أزيح الأسد من يحكم سوريا دون وجود قوات أمريكية مكلفة ومستمرة علي الأرض؟!