يقولون إن حالة الانفلات الأمني التي تعيشها البلاد منذ مباراة الأهلي والمصري الأسبوع الماضي مقدمة لسيناريو الفوضي الذي سبق أن حذر منه الرئيس السابق. ويقولون إن تلك الأحداث متعمدة ومقصودة لحاجة في نفس القائمين علي شئون البلاد. ويقولون بسبب التراخي وعدم الجدية في هيكلة وزارة الداخلية واستبعاد رجال العادلي. ويقولون سجناء طرة. ويقولون اللهو الخفي .. أكثر الأقاويل .. الأهم هو البحث عن مخرج من المأزق الراهن. لأننا أمام معضلة كبري فأيا كان السبب وراء حالة الانفلات الأمني. وسواء اتفقنا أو اختلفنا عليه. فالمؤكد أن الأمن يحتاج إلي فترة طويلة لاستعادة قوته وعافيته. وهذا أمر لا أظنه بحاجة إلي خبراء أو محللين للتأكد منه. الواقع الجديد يفرض علينا التخلي عن السلبية والمشاركة في حفظ الأمن ولا نكتفي بالتنديد والرفض والجدل حول نظرية المؤامرة وترك الساحة للبلطجية والخارجين علي القانون حتي لا تعود الأيام السوداء التي عشناها عقب انسحاب الشرطة في الثامن والعشرين من يناير 2011م لا أتصور أن نقف مكتوفي الأيدي أمام ما يحدث من حالات خطف هنا وسطو مسلح هناك. وإذا كانت الاتهامات بالتقصير تشير إلي الأجهزة الرسمية فإن الشعب أيضاً عليه دور لا يجب اغفاله .. لذلك أؤيد دعوة الشيخ حافظ سلامة رئيس جمعية الهداية الإسلامية خلال خطبة الجمعة بمسجد النور بالعباسية بإعادة تشكيل اللجان الشعبية باعتبارها السبيل الوحيد لحفظ الأمن. اللجان الشعبية مطلوبة الآن بشدة في هذا الظرف الاستثنائي ولو لمدة عام. بشرط تشكيلها طبق ضوابط ومعايير محددة حتي يطمئن الناس علي أنفسهم وأموالهم. مع الاستفادة من تجربتنا السابقة وتلافي ما شاب أداء بعض اللجان من سلبيات بعد أن تحولت بمرور الوقت إلي جزء من المشكلة وليس الحل. حان الوقت لنقوم بدورنا لمنع الصدام بين الجيش والشرطة من جانب والمتظاهرين من جانب آخر وقبل ذلك تأمين منازلنا وشوارعنا والتصدي لمحاولات دفع البلاد إلي المجهول. * * * إلي متي ستظل فضائيات الفتنة وبعض وسائل الاعلام مشبوهة التوجه والتمويل تلعب دوراً رئيسياً في توجيه الأحداث وإثارة الناس عملاً بمبدأ "اشتم أكثر .. تكسب أكثر" دون النظر إلي تأثير ذلك علي وحدة وأمن واستقرار الوطن؟! * * * يقول الله عز وجل "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد" سورة ق/الآية 18" ويتحدث النبي صلي الله عليه وسلم عن خطورة الكلمة في حديث طويل لمعاذ بن جبل قائلاً "ثكلتك أمك يا معاذ. وهل يكب الناس في النار علي وجوههم أو علي مناخرهم يوم القيامة إلا حصائد ألسنتهم".