الشرف كلمه تحمل داخلها كل الاخلاق والفضائل تحمل مبادئ الاديان والعادات والتقاليد ، وهي كلمه تشبه السيف ما أن تقلده صاحبه أصبح مسئولا عنه كما هو تحت حمايته ، وكما أن هناك رجلا شريفا هناك أيضا كلمه شريفه ، وكلما رحل الشرف عن رجل رحل الشرف ايضاعن كلماته وكان مداد قلمه النفاق والكذب بدلا من الصدق والوضوح ، قال المولي عز وجل"?أقرأ باسم ربك الذي خلق * خلق الإنسان من علق * اقرأ وربك الأكرم * الذي علم بالقلم * علم الإنسان مالم يعلم?. فكان هذا أقصي تشريفا للكلمه وللقلم . من السهل جدا أن نكتب وأن نرص الكلمات فتصبح مقالا براقا زاهيا ، نوجه تلك الكلمات لصدر رجلا ما أو فئه بعينها فنستعدي عليهم الناس ونثير الفتن ونخلق الصراعات ، وتحصد السنتنا النيران ، عندما أسري برسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم راي ثورا عظيما يخرج من حفره ضيقه ويحاول الرجوع اليها فلا يستطيع وعندما سئل سيدنا جبريل ، اخبره بأن ذلك الرجل يقول الكلمه فيريد ان يرجع عنها فلا يستطيع . هناك مقالات مسمومه تراها تقطر سما مع كل كلمه تقراءها ويصبح القاري بعد قراءتها يشبه قاروره السم التي علي وشك الانفجار اذا ما اقترب منها أحد ، فصاحب الكلمه المسمومه يستل قلمه ويغمده في صدر من يشاء ، يغمده في صدر قيمه بعينها او فضيله في ذاتها فايشوهها وينكرها علي المجتمع ويجعلها دربا من دورب الماضي وفرعا من فروع التخلف والرجعيه |، أيهما أشد فتنة علي المجتمع رجل جاهل لا يستمع اليه الناس ولا يلقوا لكلمته بالا أم رجلا يحسب علي الثقافة والأدباء؟ أو يوجه قلمة للدين فيصدر الفتاوي فيزين الحرام أو ينكر ما أحل الله ، فأيهما أشد خطرا علي الدين رجالا نعرفهم ونسميهم أعداء للدين ، أم رجالا يرتدون عباءه الدين ويطلقون فتاوي هي أشد خطرا وأشد خدمه لاعداء الدين من أعداء الدين أنفسهم. او يوجه قلمه لرجالا بأسمائهم أو فئه بعينها فيجرح في هؤلاء الرجال كما يشاء ويسب تلك الفئه كما يحلو له ، و قد تأتي الطعنات من رجالا ينتسبون خطأ الي الشرف والفضيله . فيكون القاري معدا للسماع منهم ومهيأ لاستقبال ما يقولون ، خاصه اذا ما أجاد صاحب القلم تزين الكلمات وتوظيف القلم باطلا لخدمة ، مصالحه وأغراضه ، فيشحن القارئ ليتحول الي مدافعا عن قضيه باطله تبناه الكاتب لمصلحه ما لديه لاغير ، فيثير بلبله حول قضيه ما لتحقيق شهره من ورائها ، او أغتنام مارب شخصيه ، فكم من رجال سقطوا صرعي الكلمات وكم من فضائل أخترقت وستر أنتهكت ، اذا أنطلقت الكلمه فتأكد انها لن تعود بل ستضل من تضل وتهلك من تهلك. ستحاسب أمام الله عن قلمك كما ستحاسب عن لسانك ، قال رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديثه لمعاذ بن جبل رضي الله عنه : رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة، وذروة سنامه الجهاد في سبيل الله، ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله؟ قلت: بلى يا رسول الله. فأخذ بلسانه وقال: كف عليك هذا. قلت: يا نبي الله، وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟ قال: ثكلتك أمك يا معاذ، وهل يكب الناس في النار على وجوههم، أو قال: على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم . الشرف قيمة لاتقبل الالتفاف أو التحايل عليها ,قيمه لاتتجزاء، أن أردت أن تمسك القلم يوما فعليك أن تعرف جيدا أن للقلم شرفا ، فأجعل مداد ذلك القلم الصدق والصراحه , ولا تجعل مداده الكذب والنفاق حتي يحمل هذا القلم قوه تشبه قوه السيف ويصبح صوته كتغريد العصفور, وصيحاته كصياح النسر وتهليل الفاتحين.