كشفت مجزرة ستاد بورسعيد عن حجم المؤامرة التي تحاك ضد مصر ويجري تنفيذها بكل أسف بأيد مصرية .. فما حدث في ستاد بورسعيد جريمة مكتملة الأركان موجهة ضد شعب مصر كله وكان التوقيت المناسب هو يوم مباراة المصري والأهلي علي ستاد الموت "بورسعيد" سابقاً!! ساذج وواهم من يتصور أن تلك المجزرة التي راح ضحيتها 71شاباً مصرياً وأكثر من 500 جريح حادث له علاقة بكرة القدم ناتج عن تعصب كروي وجراح قديمة بين جماهير الناديين .. فطريقة القتل الوحشية التي جرت في أرجاء الاستاد تعني أنها مجرد رسالة موجهة للشعب المصري بكل ألوان فانلاته سواء كانت رياضية أو سياسية أو حتي داخلية!! لقد قالها مشجع بورسعيدي بمنتهي العفوية "نعم نكره الأهلي لكن ماتوصلش لحد القتل" .. تلك الجملة تلخص الحقيقة كاملة .. نعم قد يتبادل جماهير الناديين الشتائم والسباب .. قد تحدث مشادات واحتكاكات واشتباكات محدودة تؤدي إلي اصابات طفيفة في الغالب .. هذا هو كل ما في الأمر .. أما عمليات القتل الممنهجة التي جرت في ستاد بورسعيد فهي رسالة يريد أصحابها أن تسمعها مصر من أقصاها إلي أقصاها .. وهذا ما حدث بالفعل!! لقد نجحت الرسالة .. وتركت صداها في أرجاء المعمورة في ليلة لم تنم فيها مصر من تأثير حجم الفاجعة .. وردود الأفعال التي جرت في العديد من محافظات مصر خير شاهد علي حجم الأثر الذي تركته الرسالة في نفوس المصريين .. وخطورة الرسالة ليست في ارتفاع أعداد الضحايا فقط بل في توريط المجلس العسكري ووزارة الداخلية في تلك المجزرة!! نعم فالمجلس العسكري ووزارة الداخلية يتحملان بشكل أو بآخر مسئولية تلك المجزرة باعتبار أن الأول هو المسئول عن إدارة شئون البلاد .. وبأن وزارة الداخلية مسئولة عن الأمن .. وفي تلك الحالة يفلت الفاعل الأصلي من الجريمة .. وهذا بالتحديد هو ما حدث حيث وجهت أصابع الاتهام إلي المؤسستين العسكرية والأمنية رغم أنهما متورطان في الجريمة لكنهما مسئولتان عنهما .. وذلك هو مغزي الرسالة؟! ما حدث مساء الأول من فبراير عام 2012 "موقعة جمل ثانية" .. وتصادف اختيارها ليلة الذكري الأولي لموقعة الجمل الأولي التي جرت أحداثها في ميدان التحرير وكانت سبباً رئيسياً في سقوط نظام حسني مبارك .. وإذا كانت الموقعة الأولي فشلت فشلاً ذريعاً فها هي الموقعة الثانية تحقق نجاحات غير مسبوقة لتأديب الشعب المصري الذي حلم ذات يوم بالتغيير .. وأزعم أن تلك هي خلاصة المشهد!! أري مثل كثيرين غيري أن قرار نقل رموز النظام السابق إلي 4 سجون مختلفة عقب وقوع مجزرة بورسعيد هو اعتراف ضمني من المسئولين بأن النظام السابق هو الفاعل الأصلي لتلك المجزرة .. ليبقي السؤال الأهم وهو : تري هل مصر ستصبح في مأمن بعد تفريق رموز النظام السابق في 4 سجون مختلفة .. وهل لن نشهد مجازر اخري .. الوحيد القادر علي الاجابة هو المجلس العسكري .. فهذا قدره!!