رئاسة المجلس النيابي فن .. اذ كيف يتعامل الرئيس مع الأعضاء كل عضو ينتمي لحزب أو اتجاه مختلف عن الآخر.. وكان محمد محمود خليل من أشهر رؤساء هذه المجالس حيث له القدرة علي انقاذ أي موقف عصيب خصوصاً اذا تكهربت أعصاب الوزراء عندما تشتد أسئلة واستجوابات الأعضاء .. وكان يتشبث بنصوص اللائحة ويبحث في موادها بدقة ويعتبر نفسه حامي حمي اللائحة واذا حاول أحد الشيوخ في مجلس الشيوخ أن يلف ويدور حول اللائحة .. كان محمد باشا محمود يقف بكل صرامة أو ابتسامة ضد هذه المناورة. كان يعامل زعيم المعارضة معاملة خاصة ويلاينه اذا ثار وانفلتت اعصابه وفي احدي جلسات المجلس قدم الشيخ محمود بسيوني استجواباً واثناء شرحه ذكر أن اللورد كرومر المعتمد البريطاني كان أكثر سخاء علي الصحف من أيامنا .. فحدث هرج ومرج من بعض الشيوخ علي هذا الكلام .. وهنا ظهر الغضب علي وجه محمد محمود وراح يدق الجرس ويكثر من الطرق بالمطرقة وعندما سألوه عن سبب غضبه بهذه الصورة قال إنه سيزيد إثارة اعصاب الشيخ ويجعله "يتلخبط" ويفقد قوته في تكملة شرح استجوابه. ويقول الدكتور زين بدر فراج في كتابه المكلمة البرلمانية .. إن الكلام في المجلس النيابي له قواعد وأصول .. وكل عضو من الأعضاء له الحق في الكلام .. ولكن هذا الحق مقيد بعدة قيود أهمها عدم جواز الكلام بدون اذن من الرئيس .. واذا ما بدأ العضو في الكلام فإن عليه الالتزام بالموضوع الذي يتحدث فيه ووافق عليه رئيس المجلس وألا يخرج عن الموضوع ويلتزم بالوقت المحدد له في الكلام. في الوقت نفسه فإن حدث في المجلس النيابية قبل عام 1942 .. أن كان هناك بعض الاعضاء الذين اطلق عليهم الصامتون ومنهم شيخ في مجلس الشيوخ امضي سنواته الخمس في المجلس صامتاً وتساءل عن امكان محاسبة العضو الصامت عن صمته طالما هناك محاسبة للعضو اذا ما تجاوز حدود الكلام وهكذا دائماً تكون لائحة المجلس النيابي هي الفيصل بين رئيس المجلس والأعضاء. وفي برلمان الثورة أي برلمان 2012 .. فإن كل الأعضاء حريصون كل الحرص علي أن يتكلموا وكثيراً ما أشار رئيس المجلس إلي ضرورة الالتزام بضوابط الحديث .. والحصول علي اذن مسبق من الرئيس قبل التحدث. وكثيراً ما أعلن رئيس المجلس .. أن مجلس الشعب هو جهة تشريع ورقابة .. وليس جهة تنفيذية والنواب لا يطالبون ولكنهم يشرعون .. وعندما قام أحد الأعضاء بالأذان في قاعة الاجتماعات ثار وغضب رئيس المجلس كما كان يفعل محمد محمود باشا وقال إن قاعة المجلس للكلام وليست لأي أمر آخر..