شغل دور المرأة المصرية في الثورة غالبية الأوساط في مصر وخارجها.. وقد طرحت العديد من الأسئلة التي تدور حول "المرأة" هل أخذت حقها؟ هل قررت المرأة النزول من عربة الحريم لتأخذ حقها ولا تنتظر من يمنحه لها وماذا عن دورها الآن؟ وكيف تستطيع أن تقول إنني موجودة علي خريطة مجتمعي.. الذي جحد دوري في الميدان ولم يقف خلفي برلمانياً؟! هذا ما أثارته ندوة "المرأة التي كسبها الميدان وخسرها البرلمان" والتي عقدت في قصر التذوق بسيدي جابر بالإسكندرية.. أعد اللقاء وأشرف عليه أميرة مجاهد المشرف الثقافي ورئيس الصالون.. وكان من طرافة هذه الندوة أن المشرفة امرأة شابة كافحت لتحصل علي حقها خاصة بعد ثورة يناير.. فالصالون يقدم رؤي ثقافية مهمة وهناك من يعرقل هذا النشاط بمنعه ويعرقل دعمه ولكنها لإيمانها بقضيتها الثقافية التي تريد أن تدافع عنها خاضت حرباً إلي أن أكد لها الشاعر سعد عبدالرحمن رئيس هيئة قصور الثقافة حقها في إقامة نشاطها وخصص لها ميزانية لذلك. شغل دور المرأة المثقفة حضور هذه الندوة ما بين الميدان والبرلمان.. وكيف أن المرأة التي شاركت جنباً إلي جنب مع الرجل كان دورها في انتخابات مجلس الشعب مجرد صوت لإنجاح الرجال وأن نسبة تمثيل المرأة الذي قارب من الأربعين في المائة جاء تمثيلها البرلماني ضئيلاً ولا يزيد علي 1.6 في المائة وهذا ما اعتبره المجتمع صدمة.. فالمرأة دورها يتراجع خاصة بعد أن كسر الشعب حاجز الصمت بين الحاكم والمحكوم وهذا من أهم الإنجازات للثورة وقد عبر الأدباء وضيوف الصالون عن رأيهم في هذا السياق. * أحمد مبارك: يجب أن نفرق بين دور المرأة السياسي كمرشحة للمجلس أو في العمل العام وبين دورها العاطفي والفكري في الثورة المرأة التي لحقت بأولادها خيفة عليهم وإحاطتهم بروحها هي نفسها المرأة التي طرحت نفسها للعمل السياسي ولم يعطها المجتمع حقها.. المرأة لم تنكمش ولكن ما يحدث هو نتاج طبيعي لمخططات سعت لتهميش المجتمع العربي وتزييف فكره.. تلك المخططات الصهيونية العالمية التي تهدف للقضاء علي مستقبل مصر عن طريق البتر بين الأصل والفرع وإضاعة الهوية العربية.. لهذا تلجأ المرأة المصرية للدور التربوي والاجتماعي الذي أراه أنا أهم بكثير من دورها السياسي وإن كنا لا نقلل من هذا الدور وعليها أن تأخذه فالحقوق لا تمنح. * أحمد جويلي: ثورة مصر قامت في وقت تشبعت فيه مصر بالظلم والقهر.. علاقة متأزمة بين حاكم لا يستجيب وشعب يئن وشباب ملقي علي المقاهي دون عمل.. أتصور أن هذه الثورة ستحقق النصر لكل الطوائف المظلومة خاصة المرأة المثقفة التي تتصدي للعمل العام. * ميرفت أبوبكر: قيام الثورة هو بعث جديد للشعب المصري ومن خلال الرصد لما هو آت سنعرف كيف سيكون دور المرأة في المرحلة القادمة.. إن صدمتنا في تمثيل المرأة برلمانياً لن يدفعنا لليأس فهذا التشكيل البرلماني ما هو إلا تجربة قد يخسرها الرجال أيضاً لو أنهم لم يتنبهوا لما هو آت المهم أن يكون هناك إصلاح وتطهير للإعلام.. وأن يكون هناك فرص للشباب.. فرص حقيقية وليست تمثيلية وإن كنت سعيدة اليوم فلأن منسقة الندوة شابة ومدير الندوة شاب شاعر له مستقبل. * أشرف دسوقي: لأن الثورة ثورة شباب ودورنا لا يعدو الإصلاح بعدهم خاصة بعد أن حطم غباء النظام مصر ثم جاء الإخوان الطامعون حتي "العيط" ليحطموا ما تبقي.. لذا علينا أن نفسح الطريق للشباب من الجنسين ولا أري أن هناك فرقاً بين الرجل والمرأة كلاهما كان يستشهد وكلاهما قدم روحه. * محمد صلاح: نجاح المرأة في الميدان كان دوراً مشرفاً حقاً ولم يكن مفاجأة فهو دور يحترم قبل الثورة وبعدها.. وعلينا ألا ننسي دورها كأديبة وإعلامية قدمت دوراً موازياً سواء علي مستوي الإبداع أو غيره ولكن رغم هذا التواجد أجد دائماً أن الرجل يفوق المرأة!! هل هذا نتيجة مجتمعنا الذكوري أم أنه نوع من التخلف مازلنا نعاني منه؟! * سهير شكري: المرأة انحسر دورها لسببين الأول المجتمع الذكوري الذي نعيش فيه ولا يعطيها حقها.. والثاني وجود السلفيين والإخوان والتي تعمل علي هذا التهميش.. ليس فقط في دور المرأة وإنما في إطلاق ثقافة لا ننتمي إليها هناك سياسة للانبطاح والتخلف منذ عهد السادات سياسة تحاول أن تعمل علي تجهيل المجتمع.. والآن يحاولون نشر التيار الوهابي لمسح الشخصية المصرية والإسلام الوسطي المعتدل.. ولو حدث هذا فكيف سيكون للمرأة دور. * حسام أبوعيسي: إننا نفتقر إلي الثقافة في أشياء كثيرة وهذا ما جعل جماعة دينية تنجح سياسياً لقد كسبوا بغباء البعض وحسن نية البعض الآخر.. ونسوا أن مصر التي تحمل حضارة سبعة آلاف سنة كانت في حاجة لمثل ثورة يناير لتعيد إليها تاريخها وعظمتها. * هيام عبدالمنعم: إن نجاح الإخوان والسلفيين يرجع لاستغلال جهل الناس فقد لعبوا علي وتر الدين لأننا شعب متدين وهذا دائماً له سلبيات وإيجابيات. * عاطف عبدالفتاح: ستظل الرؤية غير صحيحة إلا إذا تبني كل منا قضية يعمل عليها.. قضية تعود بالمجتمع للرخاء.. توفر له الخبز وتعمل علي أمنه.. ولكن المناخ قبل الثورة وحتي الآن غير صحي ولا يشجع المرأة علي العمل السياسي وإن خاضت العمل الميداني. * أميرة مجاهد: لقد انقسمت المرأة بعد الثورة لقسمين جزء دخل تحت عباءة الثورة.. وجزء لم يدخل والسبب العوائق الكثيرة التي وضعت لها ولعل ابتعاد المرأة عن السياسة والمشاركات البرلمانية يرجع لأنها مازالت تدار بنفس الآليات القذرة ولهذا وجب علينا التطهير حتي يكون للمرأة والشباب دور.. لأنه ليس من المعقول ألا نجد برلمانية لها صوتها وقدرتها علي العمل فمصر لم تنضب بعد. * زينب السقا: لن تكون هناك ممارسة برلمانية جادة إلا بعد أن تتوقف سياسة التخوين والاعتماد علي الكفاءة والثقة. * محمد السقا: أتساءل أين دورنا كشباب.. لن تأخذ المرأة حقها ولا الشباب إلا إذا كان هناك تمثيل حزبي.. أين الأحزاب الشابة.. أين من قاموا بالثورة؟! لن نصل لحقوقنا وهناك من يديرون البلد من السجون!! * شيماء طه: الثورة كسرت لنا حاجز الصمت والسلبية واللامبالاة والمرأة التي خرجت للميدان.. ستدخل البرلمان عندما تتضح الصورة وتذوب الفجوة بين الأفراد والتكتلات والأحزاب.. عندما نصبح شعباً بيد واحدة حقاً. وقد اختتم مدير الندوة الشاعر ميسرة صلاح الوجه الآخر المشرق في هذه الندوة فهو من شباب ثورة يناير كافح بالكلمة والروح يقول: إننا جيل محظوظ بثورة يناير لقد عانينا من الفساد للنظام السابق كان علينا أن نعلم أنفسنا ونثقفها ونبني أنفسنا ولهذا تم اختصار أحلامنا لتحقيق ذواتنا أما بعد الثورة فقد اختلف الدور وأصبح تحقيقاً لذات الوطن.