أكد فضيلة الإمام الأكبر د. أحمد الطيب شيخ الأزهر أن قيمة العمل في الإسلام عالية رفيعة. وإذا كان القرآن الكريم قد رفع مكانة العلم وأهله مكانا عليا.. قال تعالي: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات". فقد ربطه بالعمل في قوله عز وجل : "فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم إذا رجعوا إليهم لعلهم يحذرون". قال الإمام الأكبر في بيان : لا يكاد يذكر الإيمان في القرآن إلا مقروناً بالعمل الصالح النافع للناس أجمعين.. قال تعالي: "والعصر ہ إن الإنسان لفي خسر ہ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر".. حتي أدخله جمهور علمائنا في مفهوم الإيمان الكامل الذي هو أساس السعادة في الدنيا والنجاة في الآخر. وكفي أن الله تعالي في معظم آيات الكتاب قرن العمل بالإيمان والعقيدة. وصدق رسول الله صلي الله عليه وسلم إذ يقول: "ليس الإيمان بالتمني. ولكن ما وقر في القلب وصدقه العمل". قال الإمام الأكبر موجهاً حديثه لجميع المصريين: أناشدكم مخلصاً لله وللوطن وباسم الأزهر ألا تعطلوا العمل ساعة واحدة. وأن تتمسكوا بأداء واجبكم نحو أنفسكم وأهليكم. ونحو وطنكم ومواطنيكم. ولله رب العالمين. في كل حين. وفي هذه الأيام خاصة التي تعرض فيها الاقتصاد المصري بسبب مواقفنا الثورية. لهزة مؤقتة سوف يجتازها بعون الله ثم بجهودكم لا بجهود غيركم. لا تشمتوا العدو فيكم ولا تخذلوا الصديق. وكفي ما تحملناه من أعباء. وهناك من يريد لهذا الوطن الركوع والاستخذاء لا قدر الله فلا تستمعوا لدعاة الهدم وتعطيل العمل والفناء. من بعض المغرر بهم أو الأدعياء. الذين ينادونكم للتوقف عن العمل. وخذلان الأمل. في أي يوم من الأيام. ولو استطعتم أيها الإخوة أن تعملوا لإنقاذ بلدكم وثورتكم أربعاً وعشرين ساعة في اليوم الواحد فافعلوا استجابة لداعي المروءة والدين والوطن. فإن البديل هو الركوع والهزيمة والاستجداء. ومد اليد للأعداء. ولن يكون ذلك أبداً بإذن الله ناصر المؤمنين.