دعونا نكون صرحاء مع أنفسنا ونعترف ان اقامة أي مباراة كروية علي أرض مصر خلال هذه الأيام وحتي موعد انتخابات رئاسة الجمهورية لن تقبلها الجماهير خاصة إذا كان الأهلي طرفا في تلك المباراة لأسباب كثيرة عند اللاعبين وعند الجماهير.. ومن حسن الطالع ان تكون أول مباراة للأهلي يحضرها الجماهير ستكون في بطولة افريقيا في دور ال 32 مع الفائز من بطلي جزر القمر واثيوبيا وهو لقاء العودة في أبريل القادم وقتها تكون الأمور قد هدأت واستتبت في مصر ويمكن وقتها عودة الحياة الكروية. أما عن مبادرة الزمالك للعب مع الأهلي وديا لصالح صندوق الشهداء الذي انشأه الأهلي فيمكن اقامتها بعد ابريل حيث يستحيل تنظيمها الآن خشية تكرار مباراة المصري لو انها اقيمت في الوقت الحالي. ولكن يمكن للأهلي القيام بجولة كروية خلال الشهرين الحالي والقادم وتلبية دعوات الفرق العربية التي طلبت اللعب معه وبذلك يفيد ويستفيد حيث ان تلك المباريات ستكون تدريبا نافعا للفريق واخراج اللاعبين من جو الحزن الذي يعيشون فيه الآن إلي جانب اقناع الجماهير المصرية من الجاليات التي تعمل في الدول العربية ومواطنيها ثم فضلا والأهم انعاش صندوق الشهداء بحصيلة كبيرة حيث مساهمات ابناء الوطن العاملين في الخارج ومعهم مواطنو الدول الشقيقة الذين سيسعون لمعاونة الأهلي والوقوف معه في تلك المحنة التي اضرت بجماهيره في جريمة ارتكبها بعض الجبناء في بورسعيد. ان جولة الأهلي واللعب خارج مصر ستعيد للذاكرة رحلات الراحلة أم كلثوم في المغرب العربي وباريس من أجل المجهود الحربي في اعقاب حرب 67 واستثمار فنها العظيم وعشق العالم لغنائها وكذلك سيكون حال الأهلي لو انه اقدم علي هذه الخطوة الايجابية والتي ستعود عليه بفوائد كثيرة إلي أن تعود الحياة الطبيعية لوطننا ويدخل بطولة افريقيا وهو اصلب عودا واكثر استعدادا. وعلي فكرة يمكن للزمالك ان يخطو نفس الخطوة وهو يستعد هو الآخر لمبارياته الافريقية ويستثمر اسمه الكبير وعشاقه من المصريين العاملين في الخارج وابناء الوطن العربي الذين سوف يقبلون علي مبارياته خاصة إذا كان نفس الهدف الذي يسعي إليه الأهلي في تدعيم صندوق تعويض اهالي الشهداء لأنهم ابناء مصر قبل ان يكونوا مشجعي الأهلي. وبذلك تثبت مصر للعالم انها قادرة برجالها وشبابها علي مواجهة أي كبوة أو كارثة وتتغلب عليها لأن ذلك هي خصال هذا الشعب العظيم.