أنا لي أبناء في مثل أعمار الشباب الذين استشهدوا في استاد بورسعيد.. لي قلب ينفطر ويحزن.. كنت أشاهد المباراة كأي مصري يحب الاستمتاع بعد يوم طويل وشاق من التعب.. انتصر النادي المضيف الذي كرهت اسمه.. أخذت راحة وبعدها جلست أشاهد المباراة الأخري في استاد القاهرة وياليتني ما كنت مشجعاً للكرة أو متابعاً لها.. المعلق الرياضي يقول مش معقول مجزرة في بورسعيد 73 قتيلاً. أمهات تبكي وآباء وأنا معهم أبكي مثل الأطفال.. فتحت غرفة ابني وبناتي وأخذت احتضنهم وأبكي هل أنتم بخير.. سيف دخل في صدري إلي الجانب الآخر لدي ابنة صغيرة لم ترني أبكي.. صرخت بصوت عفوي "ماما" ابي يبكي هل أحد من أقاربنا مات.. ردت كل أقاربنا ماتوا اليوم.. البلد كئيبة واليوم أسود.. أدمت قلبي ولست أدري هل أدمت قلوب "مبارك المخلوع" وعز وجمال مبارك والعادلي. علي الفور وجدت نفسي أتذكر قصيدة الشاعر الشاب هاشم الرفاعي الذي استشهد عام 1959 وكان وقتها طالباً بكلية دار العلوم جامعة القاهرة والقي القصيدة في مهرجان الشعر بدمشق.. تعالوا معي ماذا قال هاشم الرفاعي وهو يوجه هذه القصيدة إلي ابيه.. في ليلة التنفيذ.. لم تبق إلا ليلة أحيا بها ستمر يا أبتاه لست الشك والظلم باق لن يحطم قيده فاذكر حكايات بأيام الصبا واحس أن ظلامها أكفاني في هذا وتحمل بعدها جثماني موتي ولن يودي به قرباني قد قتلها لي عن هوي الأوطان رحم الله هؤلاء الشباب واسكنهم فسيح جناته.. وألهم أسرهم الصبر والسلوان وأوجه إليهم كلمة من أب مصري.. مصابكم مصابنا جميعاً متعاطفون معكم وسوف نقف في خندقكم حتي نعرف وتعرفون من الجاني وأنه لن يمر مرور الكرام.. بل سوف يتم القصاص منهم في الدنيا وسوف يلاقيهم عذاب أكبر في الآخرة من رب العباد.