شهدت الإسكندرية مظاهرات غاضبة وحاشدة منذ صلاة الظهر حزناً علي شهداء ألتراس الأهلي في أحداث مباراة الأهلي والمصري وتحولت المطالبات بالقصاص إلي مطالبات برحيل العسكر ليتطور الموقف ليلاً بالزحف إلي مديرية أمن الإسكندرية ومحاصرتها بعد إزالة الأسلاك الشائكة المحيطة بالمديرية. مع الساعات الأولي من الصباح توافدت اعداد كبيرة من شباب ألتراس الأهلي والزمالك والاتحاد لتشارك القوي الثورية وأبناء الإسكندرية في صلاة الجمعة بمسجد القائد ابراهيم والتي أعقبها صلاة الغائب علي روح ضحايا حادث بورسعيد ليندد الآلاف بأسلوب حكم البلاد وداعين لسقوط حكم العسكر. حرصاً علي سلمية المظاهرات رفضت العديد من القوي السياسية التظاهر أمام منطقة رأس التين العسكرية بمنطقة الجمرك وتوجهت الآلاف في مظاهرات حاشدة إلي المنطقة الشمالية وهو ما ترتب عليه اغلاق الكورنيش وتعطل الحركة المرورية تماما وكذلك الحال في منطقة سيدي جابر لتوافد أعداد كبيرة من المتظاهرين مطالبين بسقوط حكم العسكر والقصاص ويا نجيب حقهم يانموت زيهم. شهدت مظاهرات المنطقة الشمالية لأول مرة مظاهرة للشيوخ شارك فيها الشيخ "أحمد المحلاوي" وشيوخ مساجد منطقة الجمرك ووسط المدينة للمطالبة بالقصاص لأرواح شهداء الألتراس وقد خرجت مسيرة الشيوخ في أعقاب الجمعة. حركة "6 ابريل" "الجبهة الديمقراطية" أعلنوا انسحابهم من الاعتصام بميدان فيكتور عمانويل لتأكيدهم علي "سلمية" تظاهرهم واعتصامهم وأنه مع قيام بعض المتظاهرين الغاضبين بقطع الطريق عدة مرات بمنطقة سموحة أمام السيارات ففضل شباب "6 ابريل" الانسحاب حتي لا تحدث مشادات بينهم وبين الشباب. وحرصت حركة 6 ابريل علي إصدار بيان تساءلت فيه عن كيفية تأمين الانتخابات والعجز عن تأمين مباراة ولماذا لم يتم إلغاء المباراة بعد أن تم اكتشاف حالات الشغب في الشوط الثاني.. وأتهموا العسكري ورجال الأمن بأنهم وراء الحادث لفرض سيطرتهم علي البلاد وأن الحادث يأتي في إطار جرائم ممنهجة تشهرها البلاد. علي الجانب الآخر أكد الشيخ "أحمد المحلاوي" في خطبة بمسجد القائد ابراهيم علي أننا يجب أن نقتضي برسول الله في ذكري ميلاده بأخلاقه وسيرته العطرة.. وطالب بالتوحد وعدم التفرقة والتفكك.. وهاجم ضيوف الفضائيات الذين يخرجوا علي الشاشة بتصريحات مثيرة للمشاعر. أضاف أن نجاح الاسلاميين في البرلمان جعلهم يثيرون الفوضي الخلاقة حتي يجدوا متنفسا للتدخل في الشئون الداخلية ومن يعاونهم في ذلك هم من اتباع النظام السابق والذين يريدون ان تنقلب الأمور وان لجنة تقصي الحقائق ستكشف خيانتهم للبلاد وان اعداء الله ورسوله وشريعته لا يكلون ولا يملون من الكيد بالدين الاسلامي ومصر. من ناحية أخري أصدر أيضا المهندس "مدحت الحداد" المسئول عن المكتب الإداري لجماعة الإخوان المسلمين بالإسكندرية تصريحات صحفية في أول ظهور له في الاحداث السياسية بأن جماعة الإخوان لن تقبل الا بالقصاص العادل الشهداء وطالب الحكومة بتحمل مسئولياتها والمجلس العسكري بمحاسبة المتورطين الذي يعرفهم جيدا مع ضرورة تطهير وزارة الداخلية وطالب القوي السياسية والتحركات الشعبية بدعم خطوات البرلمان نحو ردع المتورطين في أحداث بورسعيد وان تقوم القوي السياسية بتفويت الفرص علي من يسعي لإشاعة الفوضي في ظل ان مجلس الشعب بدأ يأخذ خطوات ايجابية سريعة نحو آلية رقابية لردع كل من يحاول العبث بالثورة. علي الجانب الآخر توجهت المظاهرات الغاضبة إلي ميدان فيكتور عمانويل بسموحة وقام بعض الشباب بالتوجه إلي مبني مديرية الأمن إلا أن "ألتراس الأهلي" والحركات الائتلافية الثورية من 6 ابريل لكفاية ولازم وحملة كاذبون وغيرهم من الائتلافات الشبابية قد منعوهم من أي مواجهات مع الشرطة حرصا علي سلمية التظاهرات. في الوقت الذي افترش فيه آلاف المتظاهرين من الشباب الشارع المحيط بميدان فيكتور عمانويل مانعين المرور فيه مطلقين علي أنفسهم "الثوار الأحرار" وهو ما تسبب في شلل مروري تام بالمنطقة وردد المتظاهرون "قتلوا اخواتنا في بورسعيد" ومات من يستحق الحياة من أجل من لا يستحق الحياة.. قام آخرون برفع لافتات تحمل اسم "ألتراس الاسكندرية" يدعون للاعتصام المدني لحين إقالة النائب العام وحكومة الجنزوري ورحيل المجلس العسكري. من ناحية أخري أكد اللواء "خالد غرابة" مدير أمن الاسكندرية "للمساء" الاسبوعية انه لا صحة علي الاطلاق لانسحاب قوات الشرطة من قسم باب شرقي أو نقطة الابراهيمية كما ادعي البعض أن "رجال الأمن" متواجدون بالشارع السكندري طوال اليوم وان ما حدث من اطلاق أعيرة نارية بمنطقة الابراهيمية يوم الخميس الماضي ثم السيطرة عليه وضبط "4" متهمين أحيلوا للتحقيق.