العنوان ليس له علاقة من قريب أو بعيد بمعركة الجمل حتي لا يفهم أحد كلامي خطأ خاصة في الأيام الصعبة التي أصبحت الشائعات تنطلق فيها سريعاً كالنار في الهشيم. فلو أمسكت بعلبة صغيرة وقلت إن فيها فيلا علي غرار العبارة الشهيرة للعبقري الراحل "توفيق الدقن" لن يتركك الناس حتي يخرج الفيل في سلام وإلا قاموا بمليونية لتحريره من الأسر ! "الجمل" الذي أعنيه هو الفقيه الدستوري الكبير د. يحيي الجمل الذي تعرض للإهانة من ناشطة سياسية في سن أحفاده خلال فعاليات مؤتمر "الثورة مستمرة" عندما قاطعت كلمته متهمة إياه بأنه من الفلول مما جعله يثور عليها ويترك المؤتمر غاضباً. هذا الموقف الذي نشر تفاصيله الموقع الإلكتروني لليوم السابع لم يعد غريباً علينا في الوقت الراهن. فاتهام البعض أنهم من الفلول بات بمثابة فزاعة يستخدمها الكثيرون ضد معارضيهم.. لكن المؤسف أن توجه العبارة لشخص في قامة وقيمة د. يحيي الجمل لم يكن يوماً من رجال النظام السابق اللهم إلا إذا كان المقصود أنه عاش في عصره. وفي هذه الحالة فالاتهام يجب أن يطول أكثر من ثمانين في المائة من الشعب باعتبار أن لعنات المخلوع قد طالتهم . لست بصدد الدفاع عن د. الجمل الذي اختلفت معه في بعض مواقفه خلال توليه منصب نائب رئيس مجلس الوزراء في حكومة د. عصام شرف بل وأتحفظ علي مبدأ قبوله للمنصب من الأساس لكن لا يمكن أن أختلف علي علمه ومكانته وتاريخه. الذي أدافع عنه هو المبدأ والثوار أنفسهم الذين يتعرضون كل يوم للتشويه بقصد أو دون قصد. فالكثيرون ركبوا موجة الثورة وتصوروا أن أول دليل علي أنك ثائر أن تثور في وجه من يقابلك وتلقي عليه كل التهم ولا تقلق فلن يجرؤ علي مقاضاتك خاصة إذا كان حظه العاثر قد جعله يتجاوز سن الشباب فهو "فلولي بن فلولي" وعميل ليس للنظام السابق فحسب بل للصهاينة إذا أردت فلا أحد يحاسب أحداً علي التهم الجزافية المرسلة لأن القانون الوحيد المطبق الآن هو الصوت العالي. قطاع عريض من الناس يفضل السير علي درب فضائيات الإثارة ويقتدي بضيوفها من الخبراء والناشطين الذين يتحفوننا يومياً بأفكارهم المصحوبة بمفردات هابطة لم نعهدها من قبل تحت شعار الحرية. فأصبح كل شيء في إعلامهم مباحاً بداية من السب والقذف في حق من يختلفون معهم علي طريقة حوارات المقاهي. أو بالتحريض علي الفوضي وبث تفاصيل وخطط الخروج عن الشرعية والتفاخر علي مرأي ومسمع من الملايين بحرق وتدمير مؤسسات مملوكة للشعب. وهي كلها جرائم يعاقب عليها القانون في الظروف الطبيعية عندما تعود دولة القانون. 1⁄4 1⁄4 1⁄4 عندما تستمع إلي مخاوف هواة الظهور الإعلامي لمجرد حصول التيار الإسلامي علي الأغلبية البرلمانية تظن للوهلة الأولي أنك أمام قنوات أجنبية أصابها الرعب خشية المد الإسلامي باعتبار أن الغرب يعاني أصلاً من فوبيا تجاه الدين الحنيف. أو أن الإسلام قد دخل إلي بلادنا حديثاً ويجلس المصريون أصحاب البلد وأيديهم علي خدودهم ينتظرون ماذا سيفعل بهم المسلمون الغزاة ؟!