ماذا لو صحونا ذات صباح ووجدنا مانشيتات صحفنا يتصدرها هذا العنوان..؟! ستتباين المشاهد وتختلف المشاعر بين أهالي المتهمين وأهالي المجني عليهم مابين فرحة وحزن ودموع ودهشة ووجوم وصراخ وصيحات تتعالي تحيي العدل وتسقط الظلم ومدح القضاء وذمه وقدحه وستختلف أحكام الشعب وردود أفعاله مابين مؤيد لأحكامها ومعارض لها.. وبينما الدولة تموج أحداثها وتتلاطم وتسير سفينتها في اتجاهات عدة فرئيس الوزراء في جانب يبحث عن الخروج الآمن من أزمتنا الاقتصادية ويسرع في صرف تعويضات جرحي الثورة وقتلاها وفي جانب آخر يغرق شباب الثورة حتي أذنه في المطالبة بسقوط المجلس العسكري وتسليم الحكم لسلطة مدنية ورجوعه إلي ثكناته وفي جانب ثالث يجاهد مجلس الشعب لإرساء الديموقراطية نجد أن محاكمة مبارك وأعوانه تقترب من نهايتها. إذا كانت النيابة في أي قضية توجه الاتهام فالدفاع عن المتهمين يطالب ببراءتهم والدفاع عن المجني عليهم يطالب بالإدانة وتطبيق أقصي العقوبة وتحكم منصة القضاء من خلال الأدلة والبراهين الموجودة بالأوراق ولكن مازاد في تلك القضية أن كل طرف من الأطراف استعان بدليل مادي آخر ألاوهو ال"سي.دي" فالنيابة العامة قدمته وكذا المدعون بالحق المدني ليظهروا فيه اعتداءات الشرطة علي المتظاهرين ويدينوا مبارك ومن معه ثم قدمه الدفاع عنهم وأظهروا فيه أن الشرطة هي المعتدي عليها لتبرئة ساحتهم. وذكرت النيابة العامة في مرافعتها انها اعتمدت علي جهودها الذاتية في جمع أدلة الاتهام بعد رفض الجهات الأمنية وأجهزة المخابرات مدها بالمعلومات لكن دفاع المتهمين يبدو أنهم ذاكروا القضية بإتقان واستطاعوا جمع أدلة البراءة بمهارة فائقة مثلما فعل الديب محامي مبارك فقد رمي الكرة في ملعب الجيش وكما أشاد وأثني أحد محامي العادلي عليه الذي ذكر أن الوزير الأسبق ذهب إلي معسكرات الشرطة وطالبها بالعودة الي اعمالها..! إنني لاأكتب هذا المقال لذكر أحداث ووقائع يعرفها الجميع ولكني أتخيل وأدعوكم أن تتخيلوا معي ماستكون عليه مصر لو حكم علي مبارك وشركائه بالبراءة أوأي حكم آخر غير الإعدام..؟! إنني مشفق علي مصر من ذلك اليوم وأشفق أيضا علي هيئة المحكمة التي ستصدر أحكامها من واقع مااستقر في عقلها وضميرها لاعاطفتها لأنها ستواجه شعبا ثائرا ثورة البراكين وغاضبا غضبة عارمة من حكامه الذين قتلوا فلذات أكباده ويريد القصاص منهم بمثل مااقترفت أياديهم من جرم .. ولذلك حاكمهم محاكمات شعبية قضت بشنقهم ولن يرضي عن ذلك الحكم بديلا..