لعب د. ثروت عكاشة ولا يزال دورا تنويريا مهما في مسيرة الثقافة المصرية. سواء من خلال منصبه كوزير أسبق للثقافة. ومن خلال كتاباته وترجماته التي أثرت المكتبة العربية. في معرض القاهرة الدولي للكتاب جاءت احتفالية د. ثروت عكاشة لتعيد تذكير الأجيال الجديدة بالدور المهم والحيوي الذي لعبه الرجل. الفنان عز الدين نجيب ذكر ان ثروت عكاشة يعد واحدا من قادة التنوير في مصر في العصر الحديث وأحد واضعي أساس النهضة في القرن العشرين بل ويزيد عنهم في أنه صاحب مشروع خاص به تولي قيادته والإشراف عليه عندما كان وزيرا للثقافة من 1958 ا 1961 ثم من 1966 الي 1968 هذا المشروع هو حق الجماهير في الثقافة بعد أن كانت تحتكرها العاصمة والنخبة المثقفة فباستثناء القاهرة والإسكندرية لم يكن هناك معاهد ومراكز أو قصور ثقافية في مختلف المدن والمحافظات وكان د. ثروت عكاشة لديه فلسفة ان تنتقل الثقافة من العاصمة الي باقي المدن الأخري. لقد أخذ علي عاتقه اقامة البنية التحتية للعمل الثقافي ومنها قصور الثقافة وشارك في بنائها أعظم المعماريين المصريين وكان يري ان قصر الثقافة يأخذ شكل القصر بكل ما فيه من أبهة. ولكن أبهة العلم والمعرفة. فالدكتور ثروت عكاشة كان من الضباط الأحرار وكان عزوفا عن المناصب واختار العمل بالثقافة لأنها أقرب الي نفسه كما قاد حملة بناء المتاحف القومية وكان مشهورا ببناء المؤسسات الثقافية التعليمية كأكاديمية الفنون وكان لديه مشروع راق جدا ولكن الظروف لم تسمح بانشائه وهو مدينة الفنون بالهرم. ومن مشاريعه الضخمة كما ذكر عز الدين نجيب حملته العالمية لانقاذ معبد فيلة. وكذلك تأسيس مبان للحرف التقليدية وبناء الفرق الفنية وتبنيه لشباب المبدعين. كما ذكر الكاتب أسامة عفيفي فان د. ثروت عكاشة ظاهرة ثقافية بنت جيلها. ولد عام 1921 وعاش شابا في الثلاثينيات من القرن الماضي حيث كانت مصر تموج بجميع التيارات الثقافية والنهضة وقضايا المعرفة وقضايا الاستقلال الوطني. وحول الجانب الأكاديمي قال أسامة عفيفي ان ثروت عكاشة علي المستوي العسكري درس الدراسات العليا في فنون العسكرية ولكنه في ذلك الوقت درس في كلية الآداب قسم الترجمة والإعلام وكان زميله في الدراسة قبل الثورة يوسف السباعي. وهي معلومات لابد ان يعرفها شباب اليوم حتي يعرف انه كان يجتهد قبل الثورة فأصبح مثقفا كبيرا ولم يصل الي ما وصل اليه بنفوذ الثورة بل بمجهوده الشخصي. وفي نهاية الندوة تساءل أحد الحاضرين إذا كان د. ثروت عكاشة غاب لظروفه الصحية فلماذا لم يحضر شقيقه د. أحمد عكاشة فأجاب الفنان عز الدين نجيب: حتي لا يحزن عندما يشاهد العدد القليل الذي حضر تكزيم شقيقه!!