قبل انتخابات الشعب الأخيرة انشغل المواطنون وانشغلت القوي السياسية بمظاهرات التحرير في حين انشغل الإخوان والسلفيون بالإعداد لانتخابات مجلس الشعب وبالفعل فازوا مجتمعين بالأغلبية وقد قلت قبل بداية هذه الانتخابات إن الإخوان ستكون لها الأكثرية وهذا ما تحقق.. وما أشبه الليلة بالبارحة.. فقد انشغلت الأحزاب والقوي السياسية بالمشاركة في مظاهرات جمعة العزة والكرامة ومنهم من يعتصم الآن سواء في ميدان التحرير أو أمام ماسبيرو أو في الفضائيات وتركوا الساحة خالية تماماً أمام الإخوان وأمام حزبهم الحرية والعدالة الذي يكتسح بكل تأكيد انتخابات الشوري وبعدها سترتفع أصوات هؤلاء بالبكاء علي اللبن المسكوب وتنعي حظها وتلوم الناس أنها انتخبت مرشحي حزب الحرية والعدالة.. ولعل الأمر الغريب والعجيب هو إعلان العديد من الأحزاب مثل الوسط والاتحاد والمصريين الأحرار الانسحاب من انتخابات الشوري بحجة أن المجلس بلا صلاحيات.. وأنا لا أدري هل هذا الأمر تم اكتشافه فجأة وهل كان الأمر خفياً علي قادة هذه الأحزاب عندما تقدمت بقوائمها في الانتخابات منذ شهور.. أم أنهم اكتشفوا أنهم بلا رصيد بعد أن خرجوا من انتخابات الشعب بتمثيل هزيل أو بتعبير آخر متواضع. للأسف الإنسان حزين من طريقة تعامل الكثير من السياسيين وقادة الأحزاب مع الأمور.. بعضهم لا يريد الاعتراف بالحقيقة المرة أنهم بلا كوادر أو قيادات أو تواجد فعلي علي الأرض.. ويلومون غيرهم الذي يمتلك الكوادر والقيادات والتواجد علي الأرض. أنا هنا لا أدافع عن الإخوان بل إنني كتبت وسأظل أكتب محذراً إياهم من تكرار تجربة احتكار الحزب الوطني للبرلمان والسياسة ولكني لا استطيع أن ألومهم لأنهم يفوزون في الانتخابات التي يستعدون لها جيداً ويعرفون كيف يصطادون المقاعد المقعد تلو الآخر.. والمجالس البرلمانية.. الشوري بعد الشعب. حمي الله مصر وحفظها من كل سوء