الوجه الآخر - وربما الأول - للروائي محمود الغيطاني هو النقد السينمائي.. ومثلما تشيع روح الدعابة والسخرية في إبداعه. كذلك يتسم بالجرأة والمواجهة في أحداث أعماله. فإنه يبدو كذلك ساخرا وجريئا في كتابه الجديد الصادر بعنوان: "السينما النظيفة". إن الغيطاني يسخر من هذه المصطلحات الوهمية التي تستشري فجأة. وتنطلق أول ما تنطلق من سراديب الصحافة. ثم تتداولها الأقلام كما لو كانت مسلمات.. والمصطلح المقصود هنا هو "السينما النظيفة".. ويحاول الغيطاني البحث في شيوع هذه الأعمال. بعد أن يحدد فحواها اللغوي. ويعيد الأمر إلي ألاعيب السياسة ومؤثراتها. وتحولات المجتمع في العقود القليلة الماضية. وما يتعرض له المجتمع كله من مسخ. لا السينما وحدها. الكتاب ضم ملفا للقطات سينمائية شهيرة. وضم قسمين اثنين: السينما النظيفة. والسينما التي ماتت. في عدة فصول منها: "الناظر" وإشكالية الاحتفاء بسينما التخلف العقلي. و"55 إسعاف" وسينما السقوط من الذاكرة. و"جنة الشياطين" فلسفة حياتية تتحدي الموت. و"الأقزام قادمون" بين الفساد الأخلاقي والهامبورجر!!