اتسع ميدان التحرير طوال يوم امس لاستقبال جميع المصريين الذين توافدوا من جميع المحافظات من مختلف الطوائف والفئات وذلك لاحياء الذكري الاولي لثورة 25 يناير في مشهد غير مسبوق قدم للعالم صورة مشرفة للثورة المصرية في ذكراها. شهد الميدان حوالي 8 منصات اقيمت كلها ليلا منها منصة لحركة 6 ابريل واخري للوفد.. وللاخوان المسلمين ومنصة لاسر الشهداء.. والثورة مستمرة ومنصة للاشتراكيين واخري لليبراليين ومنصة كبري للحزب الاشتراكي المصري التي تضم حوالي 9 احزاب وائتلاف وحركات شبابية. فيما اقيمت ثلاثة مستشفيات ميدانية تحسباً لوقوع اي اصابات التي حدثت بالفعل نتيجة للتكدس الشديد من المواطنين التي وصلت إلي 80 حالة معظمها من الاغماءات هذا بجانب وجود 30 سيارة اسعاف مجهزة تابعة لوزارة الصحة. ورغم الزحام الشديد الذي شهده ميدان التحرير الا ان الامر لم يسلم من ذلك فقد تكدست السيارات الخاصة والميكروباصات التي اقلت المواطنين من المحافظات المختلفة بشارع كورنيش النيل من اول منطقة بولاق ابوالعلا ومن المظلات مما ادي إلي عرقلة شديدة في حركة المرور وفوق كوبري 6 اكتوبر المتجه لشارع رمسيس. حمل الآلاف الاعلام المصرية واللافتات التي تطالب باستكمال مطالب الثورة بمشاركة مختلف القوي السياسية. اقيمت 8 منصات بميدان التحرير وساهم تغيير منصة الاخوان المسلمين عن موقعها المعتاد في اعادة تغيير توزيع القوي السياسية وخاصة الليبرالية التي تمركزت في حديقة ميدان التحرير في الجهة المواجهة لمنصة الاخوان.. الامر الذي ادي إلي حدوث مناوشات طفيفة مع قوي ليبرالية تواجدت امام منصة الاخوان بشكل مكثف واصفين المنصة بأنها استعراض للقوة وناشدت القوي الثورية عبر اذاعتها منصة الاخوان المسلمين الابتعاد عن اذاعة الاغاني الوطنية حيث انها ليست احتفالية بقدر ما هي استكمال لمطالب الثورة..وحملت منصة الاخوان "العيد الاول للثورة..انجازات ومطالب" وطالبت عبر الشعارات باستعادة الاموال المنهوبة وتسليم السلطة والغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين. انتشرت المنصات الرئيسية للقوي السياسية المتواجدة داخل الميدان وضمت المنصة التي اقيمت علي الرصيف المواجه للجامعة الامريكية التي شهدت استعدادات ضعيفة مقارنة بمنصة الاخوان ومنصة الثورة مستمرة ومنصة مصابي الثورة في حديقة مجمع التحرير الذي طالبت بالقصاص وحقوق الشهداء والمصابين. اقام حزب الوفد منصته بجوار شارع طلعت حرب وبجانبها منصة الاشتراكيين من اتجاه عبدالمنعم رياض وكذلك منصة للاحزاب والقوي الشعبية فيما استقرت حركة 6 ابريل في وسط الميدان التي هتفت ضد المجلس العسكري وطالبوا باستمرار الثورة في الميدان حتي تحقيق جميع مطالب الثورة. خرج الملايين من جميع احياء القاهرة في مسيرات كبري ومتنوعة حيث انطلقت المسيرة الاولي من جامعة عين شمس حيث خرج الآلاف من الطلاب واساتذة الجامعات متجهين إلي ميدان التحرير وهم يحملون صورة شهيد كلية الطب علاء عبدالهادي وهم يهتفون "وحياة دمك يا شهيد ثورة تاني من جديد".. بينما انطلقت مسيرة اخري من ميدان الحجاز بمصر الجديدة ومدينة نصر وهم ينددون بموقف المجلس العسكري ويطالبون بتسليم السلطة او الاستمرار في الاعتصام بالتحرير حتي موعد التسليم. ومسيرة اخري من ميدان رمسيس امام مسجد الفتح وقاموا بتوزيع المنشورات لاقناع المارة بالانضمام اليهم والتي تنادي بتوزيع عادل للثروة عبر بناء نظام اقتصادي تتحمل فيه الدولة اركانه الرئيسية وتسمح للقطاع الخاص بالعمل في اطار الدولة بما يخدم مصالحها ويضمن استقلالية الدولة عن الولاياتالمتحدة ومنظمات المجتمع الدولي التابعة للغرب وتجمعت العديد من المسيرات التي خرجت من شبرا وامبابة والمعادي وشبرا الخيمة وجامعة القاهرة امام مدخل ميدان التحرير وقاموا بالوقوف دقيقة حدادا علي ارواح الشهداء ودخلوا الميدان في مسيرة مشتركة منددين بحكم العسكر.. واخري من عين شمس والزاوية الحمراء والمطرية مؤكدين الاعتصام بالميدان حتي تتحقق مطالب الثورة. اشاروا إلي ان ثورة الشعب المصري في 25 يناير من اجل الحقوق الأصيلة التي لم يتحقق منها شيء ملموس حتي الآن. انتشرت اللجان الشعبية علي المداخل المؤدية إلي ميدان التحرير بشكل مكثف لتمتد إلي شارع محمد محمود المؤدي إلي وزارة الداخلية وشارع قصر العيني حيث مقر مجلس الوزراء.. فيما لاحظت "المساء" زيادة استخدام الاسلاك الشائكة في بعض الشوارع الحيوية التي تقع فيها عدد من المنشآت الهامة وقامت اللجان بدورها بالكشف عن هوية الاشخاص الوافدين إلي ميدان التحرير وقاموا بتهدئة الامور خلال المشاحنات من جانب بعض الثوار وتأمين وتسيير حركة المرور بالشوارع الجانبية للميدان وقاموا بسحل شخصين حاولا التحرش بالفتيات اثناء مرورهن إلي وسط الميدان. وعلي مستوي التأمين الطبي تمركزت 30 سيارة اسعاف وعيادات متنقلة بجوار مسجد عمر مكرم وثلاثة مستشفيات ميدانية التي قامت باحتواء حالات الاغماء التي حدثت للمتظاهرين والذين تجاوزوا "140" حالة اغماء نتيجة للزحام الشديد داخل الميدان.