بدأ المتظاهرون في التوافد علي ميدان التحرير في أعقاب صلاة فجر الاربعاء للمشاركة في احتفالات الذكري الأولي لثورة 25 يناير حاملين الأعلام المصرية واللافتات التي تطالب باستكمال مطالب الثورة بمشاركة مختلف القوي السياسية والائتلافات الشبابية الثورية، فيما استمرت الاستعدادات التي توصف بالمكثفة حتي الساعات الأولي من صباح الاربعاء رغم الطقس السييء وتساقط الأمطار الغزيرة عشية ذكري الثورة. وتم رصد أهم ملامح صباح الاربعاء احتفالات الذكري الأولي للثورة أهمها إعادة توزيع القوي السياسية في الميدان حيث اختلفت اليوم بشكل واضح عن خريطة الميدان في كل الجمعات السابقة حيث افتقدت المنصة الرئيسية بروزها المعتاد -حتي الآن- التي كانت تتواجد في الجهة المقابلة للجامعة الأمريكية "منصة الأخوان والقوي الثورية" في الفعاليات الثورية السابقة مع انتقال منصة الإخوان الرئيسية إلي الجهة المقابلة لكوبري قصرالنيل بجوار حديقة تمثال عمر مكرم وسط استعدادات هائلة مع استخدام أكثر من 20 سماعة مكبرة، مقارنة بالمنصات الرئيسية المتواجدة في ساحة الميدان. وساهم تغيير موقع منصة الاخوان المسلمين عن موقعهاالمعتاد في إعادة تغيير توزيع القوي السياسية وخاصة الليبرالية والتي تمركزت في حديقة ميدان التحرير في الجهة المواجهة لمنصة الإخوان وهو الأمرالذي أدي إلي حدوث مناوشات طفيفة مع قوي ليبيرالية تواجدوا أمام منصة الاخوان بشكل مكثف واصفين المنصة بأنها استعراضا للقوة فيما ناشدت منصة القوي الثورية عبر إذاعتها منصة الاخوان المسلمين الابتعاد عن إذاعة الاغاني حيث أنها ليست احتفالية بمقدر ما هي استكمال لمطالب الثورة "علي حد تعبيرهم". وحملت منصة الأخوان المسلمين عنوان "العيد الأول للثورة.. إنجازات ومطالب "، وطالبت عبر شعاراتها "الشعب يريد استعادة الأموال المنهوبة"، "الشعب يريد تسليم السلطة"، "الشعب يريد إلغاء المحاكمات العسكرية للمدنيين". وانتشرت المنصات الرئيسية للقوي السياسية المتواجدة داخل ميدان التحرير، وضمت المنصة التي اقيمت علي الرصيف المواجه للجامعة الأمريكية، والتي تشهد حتي الآن استعدادات ضعيفة مقارنة بمنصة الإخوان، ومنصة للشباب المستقلين ومصابي الثورة في حديقة مجمع التحرير، وبجوارها منصة أخري خاصة بالحركات والائتلافات الثورية. فيما أقام حزب الوفد منصته بجوار مدخل شارع طلعت حرب، وبجانبها منصة الاشتراكيين من اتجاه عبدالمنعم رياض، وكانت قد انتشرت دعوات شبابية أطلقها عدد من المتظاهرين لإقامة منصة واحدة لمختلف القوي السياسية واختفاء المنصات الحزبية إلا أنه سرعان ما اختفت تلك الدعوات، ويتم حاليا نصب منصتين جديدتين لإئتلافات سياسية لم يتم تحديد هويتها السياسية. وانتشرت اللجان الشعبية علي مداخل الشوارع الرئيسية المؤدية إلي ميدان التحرير بشكل مكثف لتمتد إلي شارع محمد محمود المؤدي إلي وزارة الداخلية، وشارع القصر العيني حيث مقر مجلس الوزراء فيما تلاحظ زيادة إستخدام الأسلاك الشائكة في بعض الشوارع الحيوية التي تقع فيها عدد من المنشأت الهامة، وتقوم اللجان بدرورها بالكشف عن هوية الأشخاص الوافدين إلي ميدان التحرير وتأمين الميدان وتسيير حركة المرور في الشوارع الجانبيية للميدان الذي تم إغلاقه أمام حركة المرور بشكل كلي منذ مساء الثلاثاء. في الوقت نفسه، قام عدد من الائتلافات الثورية باقامة نصب تذكاري وضع عليه صور لبعض شهداء ثورة 25 يناير داخل صينية ميدان التحرير كما وضع علم مصر أعلي النصب. وعلي مستوي التأمين الطبي، تتمركز ثلاثين سيارة إسعاف وعيادات متنقلة بجوار مسجد عمر مكرم، وذلك ضمن الاستعدادات الطبية لوزارة الصحة لاحتواء أية إصابات أو حالات إغماء قد تحدث للمتظاهرين. علي سياق متصل، قام عدد من المتظاهرين بتدشين حملة نظافة في أرجاء الميدان لإزالة آثارالأمطارالغزيرة والتي آثرت علي حركة سيرالمتظاهرين داخل الميدان بسبب برك المياه التي خلفتها الأمطار.