في مقال العدد الاسبوعي يوم السبت الماضي تطرقت إلي مشكلة المركز الأوليمبي الذي يبحث عن حقوقه لدي الاتحادات الرياضية بعد أن تراكمت ديونهم علي المنشأة الرياضية الكبري في مصر والتي تخدم كل الفرق القومية وتعدهم للارتباطات الدولية. وظننت أنه المنشأة الوحيدة المستدانة والتي تتسول لتعين نفسها علي مواجهة مسئوليتها تجاه الرياضة المصرية ما دام المجلس القومي تركها في مهب الريح أمام اتحادات رضيت أن تعد فرقها وأبطالها "سفلقة" علي حساب منشأة حكومية فشلت في البحث عمن يحميها من الذين رضوا أن يجهزوا فرقهم بالحرام. ولكن يبدو أنه ليس الاتحادات الرياضية فقط التي ترفض دفع الحقوق.. وليس المركز الاوليمبي وحده الذي يتسول ولكن اكتشفت أخيرا أن هناك منشأة رياضية كبري أخري تعيش نفس المشكلة ولكنها هذه المرة ليست عند الاتحادات والمجلس القومي ولكن عند اتحاد الكرة وقطبي اللعبة الأهلي والزمالك.. وأعتقد انها ليست فزورة فهو استاد القاهرة واحد من أكبر المنشآت الرياضية في مصر والصورة المشزقة الوحيدة في ملاعبنا والذي نفخر به دائما أمام العالم الخارجي والذي أنشئ عام 1958 في عهد الرئيس الراحل جمال عبدالناصر وشهد أكبر مناسبات كرة القدم التي أقيمت في مصر من بطولات أفريقية ومباريات دولية فضلا عن مهرجانات أعياد الثورة في السنوات الأولي لثورة يوليو ..1952 وكانت آخر البطولات الأفريقية مونديال القارة الذي نظمته مصر في 2006 وقبله البطولة العربية ودورة الالعاب الأفريقية عام .1990 والحقيقة فإن الدولة لم تتخل في المحافظة علي هذا المعلم التاريخي في القاهرة والذي يعبر عن حضارة مصر ذلك بالتجديدات التي كان آخرها عام 2004 وبلغت مصاريفه وقتها 150 مليون جنيه. ورغم أن استاد القاهرة يعد هو الأول من نوعه ذو المعايير الأوليمبة في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا إلا أن ضغط المباريات علي ملعبه زادت عن الحد خاصة بعد أن اعتبره الأهلي والزمالك ملعبهما الرئيسي نظرا لرفض الأمن اقامة المباريات علي ملعبهما في الجزيرة وميت عقبة وبعد أن زاد عدد الجماهير إلي أضعاف سعة الملعبين وتواجد ملعب الزمالك وسط بؤرة سكانية مزدحمة. غير أن مصاريف تجهيز الملعب والمدرجات علي زحمة المباريات ما بين دوري ودولي زادت عن ميزانية المحافظة عليه عن الحد الذي يهدد بتوقف الحياة للملعب والإعلان عن عدم صلاحيته. يقابله في الجانب الآخر نفس مشكلة المركز الأوليمبي بعد أن تراكمت الديون علي الأهلي والزمالك المستفيدين الوحيدين للملعب الرئيسي إلي 7 ملايين جنيه رغم المطالبات المستمرة ومع ذلك فإن الناديين الكبيرين لا يوفيان ما عليهما من ديون حتي إذا كانت ثقل كثيرا عن شراء أي لاعب جديد. ولا يمكن أن أعفي اتحاد الكرة مسئولية المشاركة في تسديد هذه الديون باستقطاعها ولو بالتقسيط من نصيب الناديين عند الاتحاد لصالح استاد القاهرة ومن أي مصدر الاعلانات أو البث الفضائي.. وهو ايضا نفس دور المجلس القومي للرياضة الذي يجب التدخل لسداد هذه الديون من أجل المحافظة علي منشأة رياضية لا يمكن الاستغناء عنها خاصة وكرة القدم مقبلة علي مباريات التصفيات الافريقية لبطولة 2013 وكذا تصفيات كأس العالم واستضافة الفرق خلال هذه التصفيات. وإذا كان الصديق الدكتور أشرف صبحي رئيس هيئة الاستاد الجديد قد بدأ البحث عن الحصول علي مستحقات الهيئة فإنه يصبح من الواجب تضافر كل الجهود لتحصيل مستحقات المنشآت الرياضية عندنا سواء المركز الاوليمبي أو استاد القاهرة وغيرهما لأن مثل هذه المنشآت هي التي توضح وجه مصر الحضاري والتي لا تقل عما نملكه من حضارة قديمة..