سيطرت حالة من الاستياء الشديد داخل الوسط الرياضى بعد قرار لجنة المسابقات باتحاد الكرة تأجيل مباراة الأهلي والإسماعيلي التي كان مقررا لها الثلاثاء الماضى إلي أجل غير مسمي بناء علي طلب الأمن، لكن المشهد يؤكد أن اتحاد الكرة، وفي ظل غياب رئيسه سمير زاهر، متخوف من إقامة المباراة خشية تمسك الجماهير بكسر حاجز منعهم من مشاهدة المباراة ووقتها سيصطدم بالأمن وربما تعود مأساة شارع محمد محمود لها من جديد وتتحول إلي منطقة استاد القاهرة، وربما تكون هناك إشارة واضحة من اتحاد الكرة مفادها الخوف من استئناف مباريات الدوري هذا الموسم والاكتفاء بما أقيم حتي نهاية الأسبوع السادس فقط، خاصة أن اتحاد الكرة لن يستطيع الموافقة علي إقامة مباراة الزمالك والمصري بدون جمهور أيضاً، وبالتالى فإن تأجيل مباراتين كبيرتين أدعي بإلغاء الموسم وأمام اتحاد الكرة أكثر من مبرر يراه منطقيا من وجهة نظره. يأتى نجاح المنتخب الأوليمبي في اجتياز التصفيات الأفريقية وصعود الفريق إلي الدورة الأوليمبية وهي المرة الأولي في عهد مجلس الإدارة الحالي المبرر الأقوى، خاصة أن هناك ضرورة فى أن يكون لهذا الفريق اهتمام خاص من أجل ميدالية أوليمبية تضاف إلي الثلاث بطولات القارية، وهو ما يتطلب إعداداً خاصاً وأكثر ما يتمثل هو أداء مباريات ودية كثيرة حتي موعد انطلاق الدورة الأوليمبية في لندن خلال الصيف القادم، ومن الطبيعى أن يتفرغ لاعبي هذا الفريق تماماً لهذه المهمة الثقيلة ولا تنسوا أن الجوهري أنهي الدوري يوم صعدنا إلي كأس العالم وأعتقد أن وصول المنتخب الأوليمبي إلي الدورة الأوليمبية بعد غياب عشرين عاما لا يقل عن المونديال. كما أن عام 2012 سيكون مزدحما بالمباريات منها تصفيات كأس الأمم الأفريقية 2013 ومعها أيضاً تصفيات كأس العالم 2014 بالبرازيل، وهو الحلم والأمل الأكبر للكرة المصرية في ظل وعود الجهاز الفني بالقيادة الأمريكية من بوب برادلي، وهي أيضاً بطولات تقبل الموافقة علي إلغاء الدوري هذا الموسم لتفرغ النجوم للمهمة الصعبة جداً التي تنتظره وما يتطلب لها من استعدادات ومباريات ودية متدرجة ومع فرق افريقية وأوروبية ومن كل دول العالم ومثلها للمنتخب الأوليمبي، وبالتالى فإن تمهيد اتحاد الكرة بتأجيل مباراة الأهلي والإسماعيلي هو مقدمة مقبولة جداً لإلغاء الدوري هذا الموسم من أجل بطولات دولية كثيرة ومعها أيضاً بطولتان قاريتان للأندية تشارك فيهما أربعة فرق مصرية تبحث عن الكأس الضائع علي مدي ثلاث سنوات متتالية، وليس هناك أدل من هذا التخبط للإشارة إلى ضرورة وجود إدارة قوية تخطط لمستقبل مصر الكروى.