حجم سوق الصلب في العالم يبلغ 500 بليون دولار لأن الصلب يعتبر البارومتر أو المقياس الحقيقي لصحة الاقتصاد العالمي فهو -كمادة خام- يدخل في كل شيء تقريباً ابتداء من صناعة الأجهزة وكذلك المواد الاستهلاكية مثل السيارات وماكينات الغسيل. وبعد ان كانت أسعار الصلب تتراجع عالمياً بسبب الكساد والأزمات المالية فانها بدأت تنتعش وترتفع وبالذات في الولاياتالمتحدة فقد ارتفع سعر الطن الي 576 دولاراً في شهر ديسمبر الماضي أي أنه زاد بنسبة 12.5 في المائة عما كان عليه في الشهر السابق نوفمبر. وارتفاع أسعار الصلب في أمريكا يدل علي ان اقتصادها بدأ يتحسن وأن نسبة البطالة في طريقها الي الانخفاض وأن المصانع الأمريكية عادت الي العمل بعد أن وصلت الأسعار الي أدني حد في الانخفاض في أبريل عام 2008. وقال الخبراء الأمريكيون ان مصانع الصلب بدأت تعمل بأقصي طاقاتها الانتاجية منذ الأزمة الاقتصادية الأمريكية العاتية. وقالوا أيضاً إن أسعار الصلب في أوروبا لا تزال تنخفض وبالذات في ألمانيا مما يدل علي أن التحسن في الاقتصاد الأمريكي يفوق ما جري في أوروبا التي لا تزال تعاني الانكماش الاقتصادي بسبب أزمة الاقتصاد اليوناني وما ترتب عليها من انخفاض اليورو وما تلاه من أزمات مالية في إسبانيا وإيطاليا بل الاتحاد الأوروبي كله مما يدل علي ان تحسن الاقتصاد الأمريكي لم يؤثر في اقتصاديات أوروبا والعالم!