تفخر به مصر.. وتعتز به جامعة القاهرة فهو ابن من أبنائها المتميزين الذين شرفوا البلاد في المناصب والمحافل الدولية لذلك منحته الجامعة الدكتوراه الفخرية وكرمته عقب فوزه بجائزة نوبل عام 2008 خلال الاحتفال بمئوية الجامعة ومنذ تلك الاحتفالات عرفت هذا الرجل عن قرب. إنه د.محمد البرادعي مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية لثلاث دورات متتالية تم انتخابه في الدورة الثالثة رغما عن أنف أمريكا التي أعلنت قبل انتهاء الدورة الثانية علي لسان وزيرة خارجيتها آنذاك أنه لن يتم ترشيح أو انتخاب البرادعي مرة ثالثة لكن كانت الصفعة لأمريكا بانتخابه لمدة ثالثة. ذلك الموقف الأمريكي المتعنت كان بسبب أن الرجل قال لأمريكا "لا".. خلال ترؤسه اللجنة الدولية للتفتيش عن أسلحة دمار شامل داخل العراق وكان المؤتمر الصحفي الذي عقده قبل غزو العراق بيوم واحد وفي بغداد أعلن البرادعي أنه لا توجد أي أسلحة دمار شامل داخل العراق.. ورغم ذلك دمر بوش العراق بمن فيها. ورغم هذا الموقف المعلن والمسجل بالصوت والصورة تسابق زبانية الإعلام في عهد المخلوع مبارك ممن كانوا يطلقون علي أنفسهم كبار الصحفيين والإعلاميين في تشويه صورة الرجل أمام الرأي العام بالأكاذيب التي وصلت إلي حد أنه غير مصري ويحمل الجنسيتين الألمانية والاسبانية وأن زوجته غير مصرية وأنه عميل أمريكاني وغيرها من الأكاذيب. وزادت حدة الهجوم علي الرجل بعد عودته إلي مصر وعقده مؤتمرا صحفيا قال فيه: "لا" لحكم مبارك الفاسد معلنا أن العام القادم 2011 سوف يشهد خروجا شعبيا يطيح بهذا الحكم.. وبالفعل تحقق الحلم وسقط النظام وتنحي المخلوع وقال البرادعي نفسه إن هذه الثورة هبة من الله سبحانه وتعالي لشعب مصر الذي عاني كثيرا. بعد الثورة قرر ابن جامعة القاهرة الترشح لرئاسة الجمهورية ورغم الحرب الشعواء التي تعرض لها إلا أنه صبر كثيرا علي أمل أن تتحقق مطالب الثورة لكن الحرب زادت اشتعالا لتقويض الثورة.. هنا قال: "لا" للمجلس العسكري الحاكم كما قالها من قبل لأمريكا ومبارك الفاسد وأعلن انسحابه من سباق الرئاسة.. مؤكدا أنه سيعود إلي الشارع لاسترداد الثورة. ومهما يكن من أمر فإن هذه الكلمات ليست دفاعا عن الرجل.. ولكن توضيحا للمفاهيم المغلوطة التي روج لها الفاسدون في عهد المخلوع مبارك. إن انسحاب البرادعي من سباق الرئاسة حرك المياه الراكدة في نهر الثورة المصرية.