أي باحث في تاريخ الفن المصري ونجومه خلال القرن العشرين لن يجد مرجعا يحقق المطلوب بنفس كفاءة المجلد الصادر عام 1999 بعنوان متحف في كتاب الذي يتضمن 377 لوحة فنية ملونة عليها بياناتها ومطبوعة بمساحات كبيرة فالمجلد صفحاته من المقاس الكبير البالغ 23*33سم.. وهذه اللوحات تم اختيارها من بين 648 عملا فنيا تمثل المجموعة المصرية في مقتنيات الدكتور سعيد فارسي. يبلغ عدد الفنانين المسجلة بياناتهم في هذا المجلد 61 فنانا يمثلون جميع أجيال الفنانين المصريين. موضوعين في تتابع تاريخي طبقا لتاريخ الميلاد بحيث يبدأ المجلد بالجيل الأول الذي يضم الفنانين المولودين قبل بداية القرن العشرين. ثم الجيل الثاني الذي ولد افراده قبل الحرب الأولي التي استمرت حتي 1917 ثم الجيل الثالث والرابع وجيل الشباب. هكذا يستطيع القاريء المتهم بالفنون الجميلة المصرية متابعة تسلسل الحركة الفنية علي مدي القرن العشرين "وهو عمر الفن المصري الحديث ثم المعاصر الذي بدأ بتأسيس مدرسة الفنون الجميلة عام .1908 ومن خلال المعلومات المذكورة عن كل فنان ودوره في الحركة الفنية المصرية باللغتين العربية والانجليزية يستطيع القاريء التعرف علي مختلف الأساليب والاتجاهات التي مرت بها الحركة الفنية المصرية.. فهو يقدم تاريخ الفن المصري بأسلوب شيق ومختصر ومصور أيضا.. كما يستطيع الباحث عن فنان معين التوصل اليه من خلال الفهرس الابجدي باسماء الفنانين في نهاية "المتحف المقروء". ومعروف أن الدكتور "محمد سعيد فارسي" صاحب هذه المجموعة الموثقة عرض عدداً منها في مزاد فني بمدينة دبي فوصل سعر احدي لوحات الفنان محمود سعيد المشادف" مبلغ 2 مليون و400 ألف دولار. كما ذكرت وكالات الانباء أن لوحة أخري من هذه المجموعة تسمي "الدراويش" بلغ ثمنها 2 مليون دولار.. وبعدها اكتشفنا في القاهرة لوحة منقولة عنها قامت بطبعها الجامعة الأمريكية في كتاب باللغة الانجليزية بهدف اعتبار اللوحة المزيفة اصلية. الدكتور محمد سعيد فارسي صاحب المجموعة المنشورة في هذا المجلد هو أول جامع تحف في مصر يهتم بتوثيق مجموعته الثمينة.. وقد حصل علي بكالوريوس الهندسة وتخطيط المدن ثم درجة الماجستير والدكتوراة من كلية الهندسة بجامعة الاسكندرية.. وقد عمل امينا لمدينة جدة بالمملكة العربية السعودية لمدة ربع قرن.. فحولها إلي مدينة للفن الجميل مزروعة بالتماثيل والنصب الجمالية التي صممها أشهر الفنانين العالميين. أمثال "هنري مور" الانجليزي و"فاساريللي" المجري و"صلاح عبدالكريم" المصري.. وغيرهم من نجوم الفن العالمي في النصف الثاني من القرن العشرين. وقد أصدر نجله هاني كتابا فاخراً بالألوان في لندن عن جدة مدينة الفن" يضم توثيقا رائعاً لبصمات الدكتور سعيد فارسي علي مدينة جدة. أما الاسكندرية- موطنه الثاني بعد جدة- فهي تتألق بلمسات الجمال في اللوحات الجدارية الضخمة والتماثيل التي ينفق علي تنفيذها. مؤلف الكتاب الدكتور صبحي الشاروني هو ناقد ومؤرخ وصحفي تخصص في تسجيل تاريخ الحركة الفنية الحديثة في مصر بالاضافة إلي عمله بتدريس تاريخ الفن في جامعة حلوان وجامعة المنيا وجامعة الاسكندرية.. وقد فاز بجائزة الدولة التشجيعية عام 1986 وجائزة الدولة للتفوق عام 2005 وهو مرشح لجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون الجميلة حيث بلغ عدد الكتب التي اصدرها في هذا التخصص 31 كتابا. أما اخراج هذه التحفة الفنية التي يبلغ عدد صفحاتها 404 صفحات فقد نسقها وأجاد اخراجها الفنان الكبير حلمي التوني الحاصل علي العديد من الجوائز وشهادات التكريم في مجال الرسم والاخراج الفني والمطبوعات. وعلي رأسها تحفة المكتبة الفنية المصرية.