بات في حكم المؤكد حصول حزب الحرية والعدالة "الذراع السياسية" لجماعة الإخوان المسلمين علي نسبة لن تقل عن 40% من مقاعد مجلس الشعب القادم.. يليه حزب النور السلفي الذي سيحصل علي ما يزيد علي 20% من المقاعد.. أما النسبة المتبقية التي تتراوح ما بين 35 و38% فهي من نصيب حزب الوفد وقائمة الكتلة المصرية وأحزاب أخري ومستقلين. تلك النتيجة تعني ان الإخوان المسلمين لن يملكوا الأغلبية في البرلمان المقبل التي تتطلب الحصول علي خمسين في المائة زائد واحد من عدد مقاعد المجلس لكنهم يملكون الأكثرية التي تمكنهم من الدخول في تحالف مع أي من التيارين الآخرين السلفي والليبرالي وهو ما أكدته الجماعة مؤخرا من أنه تجري اتصالات مع أحزاب أخري علي رأسها حزب الوفد لتوسيع التحالف الديمقراطي الذي تقوده.. حتي تتمكن من تشكيل أغلبية في مجلس الشعب تضمن من خلاله انتخاب مرشحها لرئاسة البرلمان وأمناء اللجان!! إذا كان هدف جماعة الإخوان المسلمين في توسيع التحالف هو الهيمنة علي المجلس ولجانه وليس بغرض توسيع المشاركة السياسية لضمان عبور مصر من المرحلة الانتقالية الحرجة التي تعيشها حاليا فانه يمكن القول من الآن بأنه بذلك تكون جماعة الإخوان قد خطت بيدها بداية النهاية.. واختارت طريق الفشل.. لأن المسئولية صعبة في ظل التدهور الاقتصادي المستمر وتزايد اعداد البطالة والمطالب الفئوية.. ولن يقدر الإخوان علي تحملها وحدهم! تخطئ جماعة الإخوان المسلمين ان لم تمد يدها الي الأحزاب الليبرالية التي لها تمثيل في البرلمان خاصة اذا استثنينا تحالف الإخوان مع السلفيين نظرا للخلاف الأيدلوجي بينهما.. وتخطئ الجماعة أكثر اذا كان غرضها من توسيع التحالف الديمقراطي الهيمنة علي مجلس الشعب وقراراته ولجانه. وتخطئ الأحزاب الليبرالية وأية أحزاب أخري إذا رفضت الدخول في تحالف مع الإخوان واكتفت باختيار دور المعارضة حسب ما قاله الدكتور علي السلمي نائب رئيس حزب الوفد الذي أكد أن ما حصل عليه حزبه من مقاعد ليس قليلا ويمكنه من ممارسة دور المعارض القوي وهذا ما يحتاجه البرلمان المقبل.. وهو كلام يوحي بأن البرلمان القادم سيتمتع بروح الخطابة والعبارات الرنانة التي تخرج علي لسان المعارضة لتنتهي في أدراج مكتب رئيس المجلس!! مصر في حاجة الي الجميع.. الي الإخوان والسلفيين والليبراليين واليساريين والناصريين.. الي كل الأحزاب والائتلافات.. في حاجة الي كل مواطن مخلص يعشق هذا الوطن.. للخروج من هذه المرحلة الانتقالية بخير وسلام.. وفيما عدا ذلك. فالكل خاسر بدءا بالإخوان وانتهاء بالحزب الذي لا يمثله سوي نائب واحد!!