تشهد الصيدليات حالياً نقصاً شديداً في الأدوية الطبية لم يسبق له مثيل مما جعل الصيادلة يستغثون قبل أن نصل لمرحلة تهدد صحة المصريين التي بالفعل أصبحت في خطر داهم. أكد الصيادلة أن نقص الأدوية أصبح صداعاً مزمناً للمرضي الذين يعانون من أمراض مختلفة ويحذرون من أن الأيام القادمة سوف تكون أسوأ بكثير إذا لم يتم حل مشكلة الأدوية الناقصة. د. أمزيس ماهر مدير صيدلة في شارع رمسيس أكد أن النقص الحاد في الأدوية أزمة حقيقية وليست مجرد نقص عادي في أدوية بعينها بل في أغلب الأدوية مما يشكل خطورة علي صحة المواطنين سواء صغار وكبار. يضيف : نعاني من نقص شديد في أدوية الألبان المدعمة للأطفال والتي يتم طرحها بأسعار مدعمة اختفت تماماً من الأسواق منذ فترة بالإضافة إلي اختفاء أقراص منع الحمل والأنسولين المدعم. واسبرين الأطفال وبروستانورم لمرضي البروستاتا وانتروفنت لمرضي الأزمات النفسية وبريزولين للعين والأنف. قال إن الأزمة تتوحش ولا تحاول أي من أجهزة ومؤسسات الدولة التصدي لها رغم انها مستمرة في صيدليات مصر سواء في القاهرة أو المحافظات والمقابل صمت وعدم الاستماع لأوجاع المرضي "الغلابة". يشير أن شركات الأدوية لا تنظر لمعاناة الفقراء وأصحاب الأمراض المزمنة الذين تسوء حالتهم الصحية بل يبحثون عن رفع أسعار الأدوية التي يزيد الطلب عليها تحت حجة أن المسألة تخضع لقانون العرض والطلب. طالب بأن تتحرك وزارة الصحة لضبط منظومة العمل بين شركات الأدوية وشركات توزيع الدواء والصيدليات فهناك من يلعب لرفع أسعار الأدوية ليحصد الملايين ببيعها بأضعاف ثمنها مستغلين حاجة الناس لها وهو ما ينطبق عليه مصطلح سوق سوداء للدواء انعكاسا للحالة الاقتصادية المتردية التي نعيشها.. ضوابط لحماية المستهلك د. خالد سعود صيدلي والمسئول بإحدي الصيدليات بوسط البلد تحدث عن الأزمة التي تكبر يوماً بعد يوم بسبب عدم وجود ضوابط لحماية المستهلك من براثن بعض شركات الأدوية التي تستغل الأوضاع الاقتصادية السيئة للعبور من خلالها نحو رفع أسعار الدواء إلي جانب أن هناك أزمة حقيقية في عمليات الاستيراد من الخارج لأن هناك أدوية تأتي من الخارج لعلاج أمراض مزمنة ويشير إلي أن شركات التوزيع للادوية تلعب دوراً كبيراً في عدم وصول الأدوية والمستلزمات الطبية للصيدليات لمدة تزيد علي ال 3 أسابيع وحتي الآن وقد تكررت كثيراً "الفترة الأخيرة". يري أن الحل ليس بعودة توافر الأدوية وسد الحجز في النقص للمستلزمات الطبية لفترة وجيزة وحسب بل بأن تكون هناك ضوابط ومعايير من خلال بروتوكول تضعه وزارة الصحة يلزم شركات الأدوية والشركات المسئولة عن توزيع الأدوية لحصر كل الأدوية بشكل دوري وبصفة مستمرة توقف نزيف الأدوية التي يرتفع تمنها لدرجة جنونية والضحية في النهاية المرضي من أصحاب المعاشات البسطاء. أشار إلي أن الأدوية التي سجلت نقصا حادا لديه وبأكثر من فرع للصيدلية التي يعمل بها .. كانت كالتالي .. لوسيدرك للدورة الدموية وأقراص اجيولاكس وبروستانورم للبروستاتا وتيراميسين للعين وأوكيو جارد للعين وألبان الأطفال المدعمة واوفبراكس كريم للأمراض الجلدية ودي دي بي أقراص للكبد. الاستيراد .. السبب موظف باحدي الصيدليات الشهيرة بشارع الجمهورية رفض ذكر اسمه أكد أن الاستيراد هو السبب الأكبر وراء أزمة النقص الحاد في الأدوية خلال الأونةالأخيرة فهناك مواد خام تصنع منها أدوية كثيرة توقفت مصانع المستلزمات الطبية عن استيرادها بسبب ارتفاع سعرها وأن الجهة المصدرة لها لا تقبل بيعها إلا بالعملة الصعبة سواء الدولار أو اليورو وهي أزمة وتمس فقط صناعة الدواء في مصر بل كل الصناعات الحيوية ولكن الدواء يساوي الحياة والتلاعب فيه يشكل مساساً واضحاً في أرواح المواطنين. أشار إلي أنه يجب أن تكون هناك آليات جديدة تضعها وزارة الصحة لضبط إيقاع العمل بين مصانع الأدوية وشركات التوزيع من جهات الاستيراد لأن ما يحدث تنكيل بالبسطاء والكادحين. أضاف : أشعر بحزن عندما تحضر سيدة لشراء لبن لطفلها واعتذر لها بأنه لا يوجد وناقص في السوق أيضاً هناك طوابير من الرجال المسنين والسيدات العجائز يتوافدون لطلب أدوية لأمراضهم المزمنة ويكون نفس الرد في مواجهتهم وللأسف الأمور تذهب نحو الأسوأ. ويضيف أن الأدوية التي تشكل نقصاً حاداً كثيرة وعلي سبيل المثال أدوية أمراض القلب والكبد والدورة الدموية. وحقن أمراض النساء بايميل أو 2 ألبان أطفال المدعمة. نيروكون حقن فيتامين وجلاسيرين لعلاج أمراض البرد والانفلونزا وبروزيلين قطرة للأنف والعين بالإضافة إلي أدوية الأورام بكل أنواعها تدخل مسلسل النقص المربع في سوق الدواء والإجابة رداً علي سؤال لا يوجد.