يجب الا تمر محاولة المواطن سيد مجاهد الانتحار حرقاً امام البازارات التي يستأجرها بشرم الشيخ.. مرور الكرام. هناك روايتان عن سبب اقدامه علي الانتحار: الأولي .. انه تأخر عن دفع إيجار 6 بازارات يستأجرها وان مالك البازارات طالبه باخلائها دون ان يهز قلبه ومشاعره ان الحركة السياحية مضروبة والدخل منعدم. والثانية.. ان شركة الكهرباء قطعت النور عن البازارات بايعاز من المالك رغم تسديده الايجار واستهلاك الكهرباء. وسواء كان السبب هذه الرواية أو تلك.. فان الأمر يحتاج الي تحقيق فوري خاصة ان حالة سيد مجاهد لن تكون الوحيدة.. بل انه نموذج للمئات مثله من مستأجري المحلات والبازارات في شتي المواقع السياحية والاثرية.. الفرق ان هناك من يتحمل وهناك من لايتحمل. ان الانسان السوي لايمكن ان يقدم بأي حال علي الانتحار.. لانه شرك بالله.. وعندما يقدم انسان ما علي الانتحار فانه حتما لايكون في كل قواه العقلية بل يكون واقعا تحت تأثير عنيف افقده اتزانه وتفكيره وعواقب ما يرتكب.. لحظة اشبه مايكون بالجنون المؤقت .. وهو ما أكده كل الأطباء النفسيين. ومن المؤكد ان الضياع نتيجة فقد الحاضر والخوف من المجهول سبب كفيل بأن يفقد البعض عقولهم ويقدم علي الانتحار وليكذبني اطباء النفس في ذلك أو يراجعوني اذا كنت مخطئا. نحن اذن امام قضية انسانية واجتماعية من ناحية. وقضية فساد اداري ومحسوبية من ناحية اخري. واذا حللنا قضية سيد مجاهد فاننا نؤكد علي الآتي: * أولا .. لابد من تدخل محافظ جنوبسيناء وكافة المحافظات السياحية والاثرية كوسيط بين ملاك المحلات والبازارات ومستأجريها لتأجيل دفع الايجارات حتي تنتعش السياحة من جديد. ونفس الوساطة يجب ان تتم بين شركات الكهرباء والغاز والمياه والمستأجرين لتأجيل سداد الفواتير. من المؤكد ان كل مستأجر كان ملتزما بدفع الايجار وسداد التزاماته من استهلاك الكهرباء والمياه والغاز قبل ان يحل الكساد السياحي عليهم.. ومن الانسانية ان نتحملهم في فترة الركود كما كنا نرحب بالتزامهم وقت الانتعاش. اما ملاك البازارات الهاربين فاعتقد انه من الضرورة ايجاد صيغة لتحصيل الايجارات من المستأجرين بعيدا عنهم سواء انتعشت السياحة أو لم تنتعش.. فليس من المنطقي ابداً ان يديروا املاكهم التي حصلوا عليها غالبا بالمحسوبية وهم خلف الحدود.. يجب ان يعودوا أولا وليأخذوا حقهم حضوريا بالقانون اذا كانت لهم حقوق. * ثانيا ... الضغوط النفسية علي سيد مجاهد كانت مقصودة حتي يصل الي ما وصل اليه.. فهو رئيس ائتلاف مستأجري شرم الشيخ اي انه من ابناء الثورة التي انطلقت لاسقاط النظام السابق..وهو يستأجر البازارات الستة من جمال عمر رجل الاعمال الهارب واحد المقربين جدا من عائلة الرئيس السابق. وعملية قطع الكهرباء عن البازارات رغم سداد المستأجر قيمة فواتير الاستهلاك يعني ان المالك الهارب استمال احد مسئولي الكهرباء بجنوبسيناء ودفعه الي قطع التيار عمداً وبلا مبرر انتقاما منه لموقفه كمشارك في الثورة. ولأني اعرف جيداً د. حسن يونس وزير الكهرباء واعلم مدي نظافة يده وسمو اخلاقه وانضباطه وعدم محاباته لاحد علي حساب القانون والاصول والواجب.. فإنني انتظر منه ان يأمر بتحقيق فوري مع رئيس شركة الكهرباء شخصيا لكشف اللعبة الحقيرة التي ربما نفذها مسئول صغير جدا غير مسئول بالمرة وكادت تودي بحياة انسان وحتي نطهر مؤسساتنا من الفساد الذي عانينا منه كثيرا. القضية ليست قضية سيد مجاهد فقط.. بل هي قضية فساد بالدرجة الأولي.. ولابد ان ينتهي الفساد والمحسوبية من حياتنا اذا كنا نريد فعلاً اصلاحاً ونسعي للانطلاق. والله المستعان