كثرت تصريحات المرشحين المحتملين للرئاسة ولكنها تصريحات متناثرة هنا وهناك وليست برامج معلنة ومحددة وصريحة كي نناقشهم فيها ونحاسبهم عندما لا يقوم أحد منهم بتنفيذها إذا ما نجح وصار رئيساً للبلاد. ففي إحدي جولات عمرو موسي وبالتحديد في منطقة عين شمس لعرض برنامجه الانتخابي تحدث عن الهموم التي تحاصر المواطنين وشعوردهم بالإحباط نتيجة التقصير في الخدمات التي تمس حياتهم اليومية مثل المستشفيات والمدارس والطرق. مع أن حل هذه المشاكل ليس بالمعجزة. منتقداً الإهمال الذي يجعل مستشفي لا يعمل منذ 10 سنوات بسبب نقص أشياء بسيطة جداً مع أن رجال الأعمال علي استعداد للمشاركة. مؤكداً أن مثل هذه المستشفيات شاهدها في الغربية والصعيد. مع أنها علي أحدث طراز. والأغرب عدم وجود أدوية لعلاج المواطنين. مع أن هذا هو شغل الحكومة.. مؤكداً أن الحكومة الجديدة تستطيع حل هذه المشاكل البسيطة في خلال شهر أو شهرين. ونحن نسأله إذا كان حل تلك المشكلات بتلك السهولة.. فماذا فعل لحلها.. هل زوَّد تلك المستشفيات بالأجهزة والأدوية التي تنقصها سواء عن طريقه أو عن طريق مشاركات رجال الأعمال.. أم هو ينتظر حتي يصبح رئيساً للجمهورية.. وماذا فعل لسكان المقابر الذين وصف أن حياتهم فيها غير آدمية بالمرة؟! الأكثر من ذلك أنه يقول في ذلك اللقاء إن "كامب ديفيد خلاص خلصت"!! كيف يا سيادة الدبلوماسي والسياسي المحنك "تخلص" كامب ديفيد.. هكذا بكلمة واحدة منك في مؤتمر شعبي تعرض فيه أفكارك.. فالمفروض أن تخبرنا كيف هي "خلصت" ومن الذي خلصها.. هل أنت الذي "خلصتها" أم بسقوط مبارك.. أم بوفاة من وقعوها السادات وبيجين؟! يا سيدي وأنت تعلم أن المعاهدات الدولية توقع بين دول وحكومات وليست بين الأفراد.. حتي تنتهي بوفاتهم أو سقوطهم.. ومصر ليست فرداً.. إنها كيان وما أعظمها من كيان.. فإذا كان السادات قد مات ومبارك قد سقط.. فإن مصر لا تسقط ولا تموت ولا تتنصل من معاهداتها.. إن السيد عمرو موسي يري أن مشكلات مصر مهما بلغت من صعوبتها فإن حلها سهل وبسيط كأنه جاء ويحمل عصا موسي ليحل مشكلاتنا الاقتصادية والاجتماعية المتراكمة منذ ثلاثين عاماً وأكثر في شهر أو شهرين.. وكيف ذلك وما هي الآليات التي يستند إليها في حلها؟! إننا نريد برامج واضحة ومحددة المعالم وبها توقيتات لتنفيذ كل بند من بنودها.. برامج واقعية يقتنع العقل بها وليست ضرباً من الخيال لا تسمن ولا تغني من جوع.. فالتركة ثقيلة وقد شبعنا من الوعود الزائفة علي مدي السنوات الماضية بأننا سنكون من أعظم الشعوب اقتصادياً واجتماعياً وعلمياً وعلي كل الأصعدة.. فإذا بنا نزداد فقراً وجهلاً ومرضاً وأيضاً زادت البطالة وتوحشت وصارت تنهش أحلام أبنائنا وآمالهم في حياة كريمة ومستقبل أكثر ازدهاراً. آخر الكلام: ہ عدَّل الشيخ حازم أبوإسماعيل من برنامجه الانتخابي وأصبح به شيء من الإيجابية إذا أصبح رئيساً للجمهورية فقد قرر إلغاء الإهانات التي يتعرض لها المساجين في السجون وتحويلها إلي معسكرات للإنتاج حتي يخرج السجين منتجاً ويعيش حياة أسرية. ويكون عضواً نافعاً في المجتمع. كما قرر أيضاً إغاثة سريعة للفقير البسيط حتي لا يعيش منكسراً ويندمج في المجتمع ولا يكون عالة علي الآخرين.