أكثر من نحو 6 ملايين حاج أقبلوا هذا العام علي أداء الركن الخامس من أركان الإسلام ورغم أن الاحصائيات الرسمية تقول إن هذه الأعداد نحو 2 مليون و800 ألف حاج.. إلا أن الخدمات المتعددة التي قدمتها السلطات السعودية في كل المناطق التي يتردد عليها ضيوف الرحمن بأحياء مكة المختلفة. ساهمت في تسهيل مهمة الحجاج لكن برزت كثير من المشاكل. أدت إلي زيادة معاناة ضيوف الرحمن. خاصة في منطقة المشاة بالنسبة للقادمين من عرفات إلي منطقة المزدلفة. وهناك أيضا تكدس أعداد كبيرة من الحجاج في الشوارع المحيطة بالحرم المكي.. ناهيك عن الساحات المحيطة بالبيت العتيق. كما أن جهل كثير من الحجاج بأداء المناسك أدي إلي مضايقات متعددة. والسلوكيات الخاطئة أشد المظاهر السيئة.. كل ذلك يحتاج إلي تدخل الجهات المشرفة علي الحجاج لمواجهة هذه المشاكل. بالإضافة إلي استغلال أصحاب السيارات لهذه المناسبة والمغالاة في أجور الانتقالات من مكان لآخر.. الأمر في حاجة إلي وضع خطط وبرامج تسهم في توفير مناخ أكثر راحة لضيوف الرحمن والاستفادة من خدمات السعودية في مناطق المشاعر المقدسة. الصورة تبدو أكثر وضوحاً في مسار المشاة من عرفات إلي المزدلفة.. آلاف الحجاج زحفوا من عرفات بعد دخول الليل.. ازدحم المسار بتلك الأعداد الغفيرة ومضت الحركة في سهولة ويسر لكن بعد نحو ثلاثة كيلومترات تعطلت المسيرة بسبب السلوكيات والتصرفات الخاطئة للحجاج فقد نامت أعداد كبيرة في الطريق ولم يستطع أي فرد أن يتحرك من موقعه. أصيب عدد كبير من هؤلاء الحجاج بضيق في التنفس وكان الأطفال المصاحبون لأسرهم أشد تضايقاً من هذا التكدنس الرهيب. ومما ضاعف حجم المأساة عدم وجود مياه أو دورات لخدمة هؤلاء النازحين من عرفات. سيارات ودراجات الأكثر صعوبة أن المكدسين في هذا المسار فوجئوا بسيارات تمضي بجوارهم دون تقدير للحفاظ علي أرواح الناس والدراجات البخارية انطلقت هي الأخري تثير الازعاج بين الحجاج المحاصرين. وللأسف الشديد اختفي رجال الشرطة تماماً ولم نر أي فرد من هؤلاء لضبط الحركة ومنع السيارات من اقتحام مسار المشاة. إن الأمر يتطلب وجود أفراد من الشرطة للحفاظ علي ضيوف الرحمن الذين واجهوا الصعاب لكي يؤدوا النسك. هذا التكدس وتلك الصور السيئة التي أثارت المشاعر والغضب بالإضافة إلي المخالفات التي ارتكبها بعض ضيوف الرحمن مثل قضاء الحاجة في أماكن قريبة. ضاعفت من حجم المعاناة. وكانت العشوائية هي الأساس في كل التصرفات.. وقد أمضي الحجاج المحاصرون نحو 6 ساعات في مواقعهم دون حركة وتعرض كثير من كبار السن لآلام كثيرة حيث اختفت المراكز الصحية ولم يعد لها أي وجود.. كما أن البعض كان يعتمد علي قوته الجسمانية في اختراق أي موقع لتحقيق رغباته دون مراعاة لمشاعر الآخرين. سلوكيات وأخطاء بالجملة شابت كثيراً من مناطق المشاعر المقدسة ناهيك عن منطقة رمي الجمرات فالمشاكل متعددة. ويزداد حجم المشاكل مع كثرة الزحام نتيجة عدم فك أي اختناقات فوراً. من المشاكل التي واجهها ضيوف الرحمن مغالاة أصحاب السيارات في أجور الانتقالات من مكان لآخر. مما عرض الحجاج إلي الاستغلال بصورة تفوق الوصف المسافة التي لا تستحق سوي 10 ريالات وصلت إلي 50 و100 ريال .. حدث ولا حرج عن وسائل الاستغلال التي أقدم عليها أصحاب وسائقو السيارات. أما الاختناقات فقد ضاق رجال المرور ذرعًا بهذه التصرفات لأصحاب السيارات والتكدس في معظم مناطق الكثافة العددية للسيارات ضاعفت من حجم التكدس.. هذه المشاكل وتلك الظواهر في حاجة لوضع خطط وبرامج لمواجهة المعوقات حتي لا تتكرر في الأعوام التالية. أما قطار المشاعر فلم نر له أي مساهمات في الحد من التكدس. فقد شاهده الحجاج يمضي سريعاً بلا ركاب وكأن حركته مقصورة علي الذهاب والعودة بسرعة دون ركاب ولم يساهم حتي ولو جزئيا في الحد من التكدس الرهيب في منطقة المشعر الحرام.. هذه الظواهر وغيرها من المشاكل والمعوقات يجب أن تكون ماثلة لدي السلطات والجهات المسئولة عن تنظيم حركة الحجاج حتي تكون الصورة أكثر يسراً وسهولة علي ضيوف الرحمن. لاشك أن جهود رجال الأمن قد ساهمت في تخفيف حجم المأساة في المناطق المؤدية للبيت الحرام لكن الأمر يحتاج إلي المزيد من هذه الجهود مع التركيز علي انتشار رجال الشرطة في مسار المشاة من عرفات إلي المزدلفة.. حتي تكون الصورة أكثر اشراقا.