نعم الثورة المصرية تختلف عن أي ثورة أخري حدثت في المنطقة العربية فيما سمي بثورات الربيع العربي.. ونجاح هذه الثورة في تحقيق أهدافها ووصولها إلي منتهاها سيغير خريطة المنطقة وموازين القوي فيها ونجاح هذه الثورة سيشكل تهديداً مؤكداً للعديد من الأنظمة الراسخة في المحيط العربي.. الكل يشعر بالرعب من تصدير الثورة إلي محيطه ودائرة حكمه يخاف من التمرد الشعبي والمد الثوري ويخشي ان تكون الثورة المصرية نموذجاً ناجحاً تسير علي دربه الشعوب العربية في كل مكان. * فمصر دولة رائدة متبوعة لا تابعة وكل الحكام الذين قرأوا التاريخ أو لم يقرأوه يعرفون ذلك ومشغولون الآن بترتيب أوراقهم لمواجهة ما هو منتظر من شعوبهم اذا ما أتمت ثورة يناير المصرية نجاحها. * البعض يتخذ ضربات استباقية ويسعي جاهداً لاجهاض هذه الثورة وتخريبها ويتآمر لخلق الفوضي ونشر الفتن واحراق الأخضر واليابس لتفشل الثورة فشلاً ذريعاً وبذلك تكون عبرة لمن يفكر في تقليدها أو استلهام روحها ويطمئن الحكام علي كراسيهم وتظل شعوبهم في حالة خضوع وخنوع ورضا بالأمر الواقع علي أساس انه أحسن بكثير مما حدث لمصر. * الأيدي العابسة المخربة التي تريد اجهاض ثورة يناير لا تقتصر علي هؤلاء فقط لكنها مع آخرين في الداخل والخارج شكلوا عصابة هدفها واضح ومحدد افشال الثورة وتحويل مصر إلي حالة الفوضي. * اللهو الخفي الذي يتحدث عنه الجميع هو لهو ولكنه ليس خفيا فهو واضح جداً والكل يعرفه علي الساحة هو ذلك التشكيل العصابي الدولي الذي تلعب فيه مخابرات دول عديدة منها اسرائيل وأمريكا بالطبع ودول عربية عدة بالاضافة إلي فلول النظام الذين يتعاونون مع كل هذه الجهات وتخطط لتنفيذ الفوضي علي الأرض أملا في عودة مناخ الفساد واعادة انتاج نفس النظام الفاسد أو هدم المعبد علي من فيه. الشهور القليلة القادمة ستكشف كل تفاصيل المؤامرات وسيعرف الشعب المصري من حارب ثورته وأراد له الفوضي وسيعرف سر هؤلاء الذين يهاجمون الجيش المصري بضراوة وسيعرفون ان هذا الجيش العظيم مثل حائط صد ودرعاً قوية لحماية هذه الثورة وحماية الشعب المصري وحماية مصر بكل وطنية ووعي وانه أراد لها ان تكون دولة ديمقراطية حرة وان تظل رائداً متبوعة لا تابعة. * سيسجل التاريخ ان ثورة يناير التي تعرضت للمؤامرات من كل جانب هي ثورة شعب وثورة شباب حماها جيش وطني شجاع يدرك قيمة المسئولة وتحمل كثيرا من اللغط والاتهامات وضحي بكل حب وصبر من أجل سلامة وحماية الوطن ووضع البلاد علي الطريق الصحيح نحو البناء والنماء. ستنجح ثورة الشعب المصري وستصبح نبراسا وهديا لكل الشعوب المقهورة والراغبة في الثورة علي أنظمتها المتعفنة وستصبح مصر في أقوي حالاتها وستظل قائدة ورائدة وحاضنة للأمة العربية مهما خانها الخائنون فهم حكام زائلون.