* كل يغني علي ليلاه.. كل فريق أو جماعة أو فئة تفكر في حالها ومصيرها بعد صعود التيار الديني في انتخابات مجلس الشعب وكان أكثر المرتجفين في الوسط الفني أولئك الذين يقدمون الأغاني المبتذلة الرخيصة التي أصبحت هي السمة السائدة سواء علي الفضائيات أو في الحفلات أوغيرها.. هم يخشون ان يعمل التيار الديني السياسي علي وقف نشاطهم أو تحجيم نفوذهم أو اغلاق قنواتهم أو مطاردتهم بشكل أو بآخر والأكثر قلقا هن الراقصات المغنيات اللاتي يقدمن كليبات بصورة مثيرة وشبه عارية. من المؤكد ان بعض الأجنحة في التيار الديني السياسي سيتحرك وسيتكلم ويقيم الدنيا علي الغناء المبتذل والكليبات الفاضحة ولكنه لن يستطيع ان يفعل تحركاته وسيجد من يختلف معه في منهج التصدي لهذه النوعية من الفنون الهابطة المنتشرة بقوة ويقف وراءها استثمارات كبيرة.. ولن يمتلك هذا التيار آليات سريعة تحقق أهدافه فلن يستطيع مثلا اغلاق قنوات فضائية ولن يستطيع التحكم في البث التليفزيوني ولن يستطيع مراقبة الانترنت وغيره.. ولن يستطيع منع تصوير هذه الاغاني ولا نشرها. ولذلك سيتم استخدام أساليب أخري أكثر جدوي وأكثر فائدة للحد من ظاهرة الكليبات المبتذلة التي أساءت للفن المصري وأصبح لها أنياب واستطاعت ان تزيح وتطحن كل ما هو جيد ورائع من الابداع وسيكون أول ما يحدث من هؤلاء السياسيين من التيار الديني هو ضخ استثماراتهم الخاصة في هذا المجال وتقوية شوكة النجوم المحترمين الموهوبين والدفع بهم إلي الزمام ليتغلبوا بالتدريج علي هذا التيار الجارف. أتخيل ان هناك محاولات ستبذل من أجل استقطاب أصحاب القنوات التي تبث هذه الأغاني لتغيير اتجاهها مقابل دعمها أو حتي شرائها بمبالغ مغرية واجراء عمليات تغيير لها. * من المؤكد ان الذراع الاقتصادية هي التي ستلعب دورا مهما في تغيير الواقع المزري الذي وصل إليه حال الغناء وتسيد فيه كل ما هو مبتذل ورخيص وفشلت معه كل محاولات النقد والاصلاح وهو الحل الذي سيدخل به الجناح الديني الأكثر اعتدالاً وفهما وسعيا للتغيير المتدرج ولعله ينجح في اعادة البهاء والاحترام لفن الغناء المصري ولعله يعطي النجوم الحقيقيين الذين يستبشرون خيراً للعودة إلي مكانهم الطبيعي في الصدارة نجوم مثل علي الحجار أجمل وأقوي وأفضل مطرب في العالم العربي والكينج محمد منير وأنغام وغادة رجب وهاني شاكر وآمال ماهر وريهام عبدالحكيم ومعهم عشرات من الأصوات الرائعة التي تملأ ربوع مصر ولا تجد من يقدر مواهبها.. سينتهي بالتدريج الوجه القبيح للغناء وسيحل مكانه غناء وطرب جيد يشرف مصر ما بعد الثورة ويناسب شبابها الذي ثار علي الفساد في كل شيء.