نشرت وسائل الإعلام يوم الأحد الماضي خبراً مضمونه أن طائرة الرئاسة من طراز الإيرباص -A340- أقلعت من مطار القاهرة الدولي.. وفور انتشار الخبر هاجت الدنيا وماجت وتسابقت فضائيات الشو الإعلامي علي تأكيد نبأ هروب جمال وعلاء نجلي الرئيس المخلوع من سجن طرة ونقلهما إلي خارج البلاد.. ومن بين هذه الدكاكين الفضائية من ذهب بخياله إلي أبعد من ذلك وأعلن أن الطائرة نقلت الرئيس المخلوع نفسه وزوجته ونجليه وعددًا من أفراد نظامه المحبوسين إلي خارج البلاد!! في اليوم الثاني قامت الصحف ووسائل الإعلام بنشر وبث تكذيب صريح علي لسان رئيس مجلس إدارة شركة ميناء القاهرة الجوي ينفي فيه تماماً إقلاع طائرة الرئاسة. وفي اليوم الثالث ورغم نفي رئيس المطار القاطع والحاسم .. أكدت مصادر الرقابة الجوية نبأ إقلاع طائرة الرئاسة بكامل طاقمها لتجربتها في إطار إجراء الصيانة الدورية لها. هذا التخبط بين نبأ الإقلاع ونفيه وتكذيب وسائل الإعلام فيما نشرته.. ثم تأكيد خبر الإقلاع أثار الكثيرين وأدي إلي انتشار الشائعات وترك كل مدع بخياله يذهب بعيدًا لينسج القصص والروايات والحواديت في وقت لا تتحمل فيه البلاد المزيد من الشائعات التي باتت هي الأصل في حياة اختفت فيها الحقائق أو تاهت. حقيقة الأمر أن طائرة الرئاسة المملوكة للدولة تقف علي أرض المهبط بمطار القاهرة الدولي قبل تنحي الرئيس المخلوع يوم 11 فبراير الماضي. وطبيعي أن أي طائرة سواء في مصر أو في أي مكان بالعالم.. ولو كانت دولة متخلفة.. لابد من إجراء الصيانة الدورية لها طبقاً لجدول زمني محدد سواء كانت تطير وتستخدم في رحلات أو ترابض علي أرض المهبط.. وأن طائرة الرئاسة شأنها شأن أي طائرة تم إجراء الصيانة الدورية لها وأقلعت بكامل طاقمها للتأكد من سلامة أجهزتها.. ولو لم يحدث ذلك وأصاب أجهزة الطائرة أي أعطال لكان الواجب هو محاسبة المسئولين عن ذلك. إذن ما المانع في إعلان هذه التجربة الروتينية واللازمة بكل صدق ووضوح وشفافية؟! ألم يكن هذا أفضل من حالة التخبط وانعدام الرؤية بين النفي والتأكيد. مما أدي إلي انتشار شائعات مغرضة كانت كفيلة بحدوث كارثة حقيقية لا تتحملها البلاد في ظل الوضع الراهن؟ وإلي متي يستمر استخدام أساليب المناورة وإخفاء الحقائق عن الشعب؟! يا سادة نحن بعد الثورة في مصر أصبحنا نعيش داخل صناديق زجاجية يري كل منا الآخر بوضوح.. ويرانا العالم كله وأصبح من غير المقبول ولا المنطقي أن نتمسك بالأساليب العتيقة التي عفا عليها الزمان. وعمار يا مصر! * سؤال بريء : هل آن الأوان لتأسيس غرفة شركات الطيران علي غرار السياحة لإعانة وزارة الطيران المدني في الكوارث والأزمات؟!